نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، وجود أزمة دبلوماسية بين الجزائر والسعودية، على خلفية المواقف السياسية المتباينة للبلدين من عدّة قضايا إقليمية ودولية وعلى رأسها الأزمة السورية وقضية الصحراء الغربية. وذكر على هامش افتتاحه أمس للطبعة الثانية عشرة للملتقى الدولي للمذهب المالكي بعين الدفلى التي تمحورت حول "الاتجاه الحديثي للمذهب المالكي"، أن "الخلاف السياسي بين الجزائر والسعودية هو حديث صحافة ولا وجود له في علاقتنا المتميزة مع أشقائنا في المملكة السعودية". وأوضح الوزير أنّ "وسائل إعلام متعددة تحدثت في الآونة الأخيرة عن خلافات جوهرية مفترضة بين البلدين وكل ما في الأمر هو اختلاف وجهات نظر في التعاطي مع بعض القضايا الاقليمية والتي كانت محل رسالة مفصلة من رئيس الجمهورية إلى العاهل السعودي، وأؤكد أن الأشقاء في المملكة أبدوا تفهما حيال الموقف المبدئي والدستوري للجزائر بعدم التدخل في شؤون الغير وعدم التدخل بالمقابل في شؤونها الداخلية". واتهم الوزير أطرافا لم يسمها "بالوقوف وراء حملات تشويه تستهدف مواقف الجزائر المبدئية عن طريق وسائط التواصل الاجتماعي والإعلام ولم تسلم من هذه المخابر حتى المرجعية الدينية للبلاد"، مشيرا إلى أن "معلومات تفيد بمحاولات لجعل أماكن العبادة الجزائرية مساحات للدعاية للإيديولوجية المتطرفة"، حيث حث على تعبئة المفتشين "لتجنيب تحول الجزائر إلى ميدان الحرب الاديولوجية بين التيارات الدينية التي لا تعد حتى جزء من تراثنا". واستنادا للوزير، فإن الالتزام بالمرجعية الوطنية الروحية "لا يزال الحل المناسب للتعامل مع أية محاولة للغزو الثقافي الذي يهدد الجزائر". وذكر في هذا الإطار أن المرصد الوطني لمكافحة التطرف يعد "بالتحديد مؤسسة ستسمح للمجتمع بالالتفاف حول المرجعية الوطنية الدينية"، قائلا "يجب إشراك كذلك في مكافحة التطرف الديني النخبة الفكرية الوطنية لإضفاء المزيد من الكفاءة". وأضاف أنه باحترام هوية الأجداد (الثقافية والتاريخية) وبالرجوع إلى المبادئ يمكننا تطوير وبناء دولة قوية، لافتا إلى أن "التنوع الثقافي للجزائر هو نقطة قوية وعنصر الوحدة لدينا هو الذي يمد القوة لبلادنا". وبخصوص الزوايا التي تستقبل مؤخرا وزير الطاقة السابق شكيب خليل، قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف "لا أملك حق التعليق على هذا الجدل لأنني لم أقدم أي أمر لا باسمي الشخصي ولا باسم الدولة الجزائرية ولكن أقول مرة ثانية بأن لا سلطة مباشرة لي على الزوايا وهي حرة في استقبال من تشاء ولا يمكنني أن أمنعها من استقبال أي شخص لأنها لا تخضع لتوجيهات إدارية. كما أن الزاوية نشاطها يمتد لقرون ومن يقوّم مسار الزوايا هم أهل الزوايا أنفسهم".