الغاشي غير الراشي يعرف شعارين منذ السنوات الأولى للاستقلال: الشعار الأول أن البلاد ''مخدوعة'' وهذا معناه في المصطلح السياسي أن الثورة تم اختراقها من الداخل وأن ما جاء بعدها لا يمكن إلا أن يكون من الجنس نفسه، فانتهت الثورة إلى ثيران، والثيران إلى حرب غنائم ونيران بين عصابات الحكم! الشعار الثاني أن الدولة بدأت بحميمد في إشارة الى الرئيس الأول للبلاد وهو أحمد بن بلة، وأنها ستنتهي حتما بحميميد! وعندما يسترشف حميمدنا أويحيى (عليها أي على الكرسي ويموت) ما بعد 2014 بالقول إن ما بعدها ستكون سنوات عجافا معتمدا على أربعة صوردي المستخلصة من بزولة أمنا سوناطراك، فإن ذلك يفترض أمرين لا ثالث لهما: الفرضية الأولى: إن أويحيى وزيرنا الأول والأخير يعتقد بما لا يدع مجالا للشك أن السنوات القليلة السابقة والحالية سنوات غير عجاف على الأقل، إن لم تكن في رأيه سنوات ''دزّ فيها الخير'' فوق ظهر بعير على الجميع وهذا بالنظر إلى الأرقام المذهلة حول حجم الإنجازات والمشاريع ومستوى المعيشة السكانية والحيوانية التي أنجزتها الحكومة ولو على الورق· الفرضية الثانية: وهي على نقيض الأولى أن أويحيى يكون قد استشعر الخطر من الآن وهو للتذكير أول من أنذرنا على المباشر بأن مافيا المال تهدد بالانقضاض على السلطة (على اعتبار أن الذين يحكموننا في الواجهة وفي الخلف)، حسب زعمه، من بني عريان! وهذا سيؤدي حتما إلى فناء السلطة! ومادام أن الشعار الأول طبق بحذافيره ولا يحتاج إلى دليل لإثبات الخداع والغدر في الظهر، وبالتالي صدقت المقولة الشعبية، فإن الدولة مطالبة بأن تتدخل حالا وعلى الفور لتوقيف سريان مفعول الشعار الثاني القاضي بنهاية الدولة (الوطنية) وهذا بتوقيف احميميد الرمز ومن معه عند حده ليلزم حزبه أو داره على أمل ألا تكون نهايتها على يديه النظيفتين مثلما كان نهاية العراق الحديث على يدي صدام الذي بناه قبل ذلك ونهاية السودان على يد البشير، وربما اليمن غير السعيد على يدي صالح وعشيرته ثمود! فالدول تحيا وتموت كالعباد وعدد منها وفق الطرح الغربي مرشحة لكي تزول بحميميد أو بالعبيد!