المجموعة الدولية تبدي استعدادها لتخفيف الحظر على تصدير الأسلحة إلى ليبيا كشف نائب الناطق باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، عن قنوات اتصال تجري بين الإدارة الأمريكية والحكومة الجزائرية لمواجهة تنظيم "داعش" الآخذ في التوسع من ليبيا نحو المثلث الحدودي مع تونسوالجزائر. ويشكل موضوع التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في ليبيا أولوية أمنية بالنسبة لجيش الجزائر للحيلولة دون تغلغلها في المغرب العربي والساحل الإفريقي. وأكد مارك تونر أمس في تصريحات نقلتها "واشنطن بوست" على موقعها الإلكتروني أن بلاده "تبحث كافة الخيارات لمواجهة داعش في ليبيا بالتشاور مع حكومات الجزائروتونس ومصر المعنية بشكل أساسي بتطورات المشهد الأمني في هذا البلد". وقال الدبلوماسي الأمريكي "إن بلاده بالتعاون مع بلدان الجوار اللصيق لليبيا مستعدة لتقديم أي مساعدة تطلبها حكومة الوفاق في هذا الصدد، معتبرا أن تشكيل حكومة ليبية موحدة خطوة أساسية لمواجهة الإرهاب"، وأضاف المسؤول في الخارجية الأمريكية أن بلاده "تخشى تمدد التنظيم في ليبيا نحو بلدان المغرب العربي أو فضاء الساحل الإفريقي إذا استمر الاضطراب الأمني، معتبرا أن "داعش ليبيا" الأخطر بين فروع التنظيم في العالم، حيث إن أوضاع البلاد تسهل عملية انتشاره، خصوصا بعد الضربات الناجحة ضد التنظيم في سوريا والعراق. وكشف المسؤول الأمريكي عن سعي بلاده بالتعاون مع شركاء دوليين منع التنظيم من تثبيت مواقعه في ليبيا. وركز المسؤول الأمريكي خلال حديثه عن رغبة بلاده في مساعدة ليبيا لبناء قدراتها العسكرية بعد أن نجحت البلاد في إحراز تقدم بالعملية السياسية وترغب واشنطن في تعاون جزائري أكبر في مجال الحرب الدولية ضد التنظيم الإرهابي في ليبيا تحديدا، يشمل التعاون الأمني وأشياء أخرى يجري التفاوض بشأنها، لكن الجزائر التي كانت أول بلد عربي يرسل وزيرا إلى طرابلس بعد تنصيب حكومة الوفاق قد جددت موقفها من "رفض التدخل العسكري في شؤون ليبيا مقابل استعدادها لدعم حكومة السراج سياسيا وتعزيز التعاون الأمني معها في مكافحة الإرهاب عن طريق تبادل المعلومات واستعدادها لتكوين فرق من الشرطة والجيش في عدة مجالات". وتشهد بعض المدن الليبية وفي مقدمتها سرت غربي ليبيا ظروفا صعبة جراء تنامي إرهاب تنظيم "داعش" الذي يستغل الظروف السياسة الراهنة لبسط نفوذه والتقدم صوب مدن أخرى مع كل ما ينجر عن ذلك من قتل وخراب ودمار. ووصفت أوساط دبلوماسية انعقاد ندوة فيينا حول ليبيا أمس في "وقت حرج " يوسع فيه تنظيم من نفوذه إلى غرب مدينة سرت الليبية التي يسيطر عليها منذ يونيو 2015، وفي وقت تحاول فيه حكومة الوفاق الوطني بسط نفوذها بعد أكثر من شهر ونصف على تولي مهامها في طرابلس. فقد تمكن تنظيم داعش إثر هجمات شنها الأسبوع الماضي على تجمعات لقوات حكومة الوفاق الوطني من السيطرة على منطقة ابو قرين الاستراتيجية التي تبعد بحوالي 130 كلم غرب مدينة سرت "450 كلم شرق طرابلس" الخاضعة لسيطرته منذ جويلية 2015. كما تقدم تنظيم "داعش" في الأيام القليلة الماضية نحو مدينة مصراتة غرب ليبيا مستفيدا من الفراغ الأمني في ليبيا، ليقيم معاقل له في هذا البلد، مشكلا خطرا على دول الجوار وعلى أوروبا.