انعقدت، أمس، بالعاصمة النمساوية فيينا، الندوة الوزارية الثانية لتدارس الأوضاع بهذا البلد والتي تميزها سياسيا ترقب متواصل لإقرار البرلمان للحكومة وأمنيا امتداد ما يسمى ب داعش بالأراضي الليبية، حيث قدم المشاركون فيه الدعم لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج بغرض تثبيت مؤسسات الدولة ومكافحة الإرهاب. وانعقد لقاء فيينا برئاسة كل من السراج وباولو جنتلوني وزير خارجية إيطاليا وجون كيري كاتب الدولة الأمريكي وبحضور ممثلين عن الدول المعنية بالشأن الليبي من بينها الجزائر التي يمثلها وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل إلى جانب تونس ومصر، إضافة إلى فرنسا وألمانيا وقطر وروسيا والسعودية وإسبانيا والسودان وتركيا والإمارات وبريطانيا وكذا ممثلين عن الاتحادين الأوروبي والإفريقي وجامعة الدول العربية. وحسب مصادر ليبية ودولية مسؤولة فإن مؤتمر فيينا بشأن ليبيا قدم الدعم الكامل للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني والقرارات الصادرة عنه خاصة قرار تشكيل الحرس الرئاسي وغرفة عمليات عسكرية لمواجهة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية داعش . فخلال زيارته التي قام بها مؤخرا إلى تونس أوضح جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، أن الاجتماع سيضم الجهات الرئيسية الإقليمية والدولية بهدف دعم عملية إرساء الاستقرار في ليبيا. من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، أن الاجتماع سيبحث الجهود الدولية لدعم المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني الليبية بقيادة فائز السراج بالإضافة إلى تركيزه على الأوضاع الأمنية. يشار إلى أنه من بين الخطوات التي اتخذتها حكومة الوفاق لاستعادة الأمن إعلانها عن تشكيل قوة حرس رئاسي في وقت سابق من هذا الأسبوع لحماية المباني والمواقع الحكومية والمنشآت الحيوية والشخصيات المهمة. إلى ذلك فإن المؤتمر يأتي بعد أيام قليلة من مراجعة واشنطن موقفها من القرار المتعلق بحظر السلاح، حيث أفاد مسؤولون ودبلوماسيون أمريكيون، بأن الولاياتالمتحدة مستعدة لتخفيف هذا الحظر بهدف مساعدة حكومة الوفاق الوطني على محاربة تنظيم داعش. وكان الاتحاد الأوروبي من جانبه اعتبر البرلمان الليبي الذي لم يتوصل منذ جانفي الماضي إلى التصويت لصالح تشكيلة حكومة السراج معرقلا لمساعي السلام في البلاد وفرض عقوبات على رئيسه عقيلة صالح وآخرين. وتشهد بعض المدن الليبية وفي مقدمتها سرت غربي ليبيا ظروفا صعبة جراء تنامي إرهاب تنظيم داعش الذي يستغل الظروف السياسة الراهنة لبسط نفوذه والتقدم صوب مدن أخرى مع كل ما ينجرعن ذلك من قتل وخراب ودمار. ووصف أوساط دبلوماسية انعقاد ندوة فيينا في وقت حرج يوسع فيه تنظيم من نفوذه إلى غرب مدينة سرت الليبية التي يسيطر عليها منذ جوان 2015 وفي وقت تحاول فيه حكومة الوفاق الوطني بسط نفوذها بعد أكثر من شهر ونصف على تولي مهامها في طرابلس.