يدور كلام كثير هذه الأيام، بخصوص المستقبل الغامض الذي صار يتربص بقسم النظافة الذي يكاد يتوقف كلية عن النشاط بعدما تعرضت أغلب معداته وشاحناته إلى سلسلة من الأعطاب الميكانيكية حولته إلى شبه مقبرة ميكانيكية. كما اضطر العديد من عماله إلى الركون للراحة الإجبارية في ظل غياب وسائل العمل، وهي القضية التي قالت مصادر موثوقة، إن والي وهران أعطاها حيزا هاما خلال حديثه مع مختلف المسؤولين بالبلدية، وقد يفتح بشأنها تحقيقا مفصلا للوقوف على جملة من الحقائق تبقى مغيبة لحد الساعة. من جملة 47 شاحنة التي كان قسم النظافة والتطهير التابع لبلدية وهران يعتمد عليها في نشاطه اليومي، فإن حوالي 30 شاحنة منها مختصة في جمع القمامات تعرضت في السنتين الأخيرتين إلى أعطاب ميكانيكية في ظروف مفاجئة للغاية، الأمر الذي انعكس سلبا على نشاط القسم المذكور، وجعله عاجزا عن الاستجابة لتغطية حاجيات المدينة ومختلف قطاعاتها الحضرية. يذكر أن الدراسة التي قام بها المكتب الفرنسي آركديس نهاية سنة 2005 حول الوضع البيئي بمدينة وهران أكدت أن المدينة تحتاج إلى حوالي 54 شاحنة لجمع النفايات كحد أدنى، وهو معيار كان باستطاعة بلدية وهران أن تصل إليه في ظرف قياسي وجيز، حيث كان قسم النظافة وقتها يتوفر على أكثر من 47 شاحنة. وقد اضطرت مصالح بلدية وهران في السنتين الأخيرتين في ظل التراجع الكبير في عدد المعدات الميكانيكية المؤهلة للعمل على مستوى قسم النظافة على التعاقد مع عدد كبير من المؤسسات الخاصة، فضلا عن المؤسسة الولائية وهران نظافة بغرض تدارك العجز المسجل على مستوى بعض القطاعات الحضرية مثل الأمير، العثمانية والصديقية التي صار نشاط جمع القمامات والتخلص منها من اختصاصات المؤسسات المذكورة، وهو الأمر الذي أصبح يرهق كثيرا خزينة البلدية التي أضحت تدفع ما مقداره أكثر من 5 ملايير سنويا لهذه المؤسسات نظير قيامها بأعمال النظافة، بالإضافة إلى كراء بعض المعدات الميكانيكية الأخرى. على صعيد آخر يبقى غالبية العمال الموظفين على مستوى قسم النظافة، والبالغ عددهم أكثر من 1400 عامل، من دون أي نشاط مهني منذ قرابة أزيد من عامين بسبب تعرض اغلب المعدات الميكانيكية التي كانوا يعملون بها في السابق إلى أعطاب متكررة، ما يؤكد أن مصالح البلدية أصبحت تدفع أجورا تقدر بالملايين لهؤلاء العمال من دون أن تتلقى أي خدمة من طرفهم.