الشيخ عية: "نريد المحافظة على المرجعية، والفتوى وقراءة ورش" دعا الشيخ علي عية، إمام رئيسي بالمسجد الكبير، إلى تأسيس جمعية وطنية تعنى بالحفاظ على المرجعية الدينية الجزائرية، شريطة أن تكون مستقلة بذاتها عن كل التيارات السياسية والوصاية، موضحا أن الهدف منها هو "المحافظة على المرجعية وعلى الفتوى وعلى قراءة ورش". أصدر يوم الثلاثاء، الشيخ علي عية، إمام أستاذ رئيسي بالمسجد الكبير وشيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن والذكر، وعضو مجلس العلمي وأمين مجلس اقرأ، بيانا، دعا فيه عملاء الجزائر ومشايخها إلى الاتحاد، وتأسيس جمعية، ولإقامة "جبهة قوية طليعية"، تتكون من العلماء والحكماء والعقلاء الشرفاء النزهاء الغيورين على القدسية الوطنية ومصلحة الشعب، حتى تحافظ على "مرجعيتنا وقيمنا" التي يتربص بها الأعداء -حسبه-. ويقول الشيخ علي عية، إنه "إذا لم نكون جمعية تحافظ على المرجعية الإسلامية وفي نفس الوقت على الهوية الوطنية"، شريطة أن تكون "بعيدة عن كل الأطياف السياسية والحزبية"، فإن هناك -حسبه- من يتربص بمرجعية الجزائريين. ورسم عية ما يشبه الخطوط العريضة لما يدعو إليه العلماء، وهو الاتفاق على "نهج جمعية العلماء على نهج ابن باديس وإخوانه وتلامذتهم من أمثال الشيخ أحمد حماني وإخوانه وأحمد سحنون وإخوانه"، وتأتي دعوة الشيخ عيه للاتحاد والاجتماع بعدما لا حظ أن العديد مما يكتب وينشر "لمخالف لمرجعيتنا وسموم لناشئتنا وإفساد لمجتمعنا ولقيمنا وعادتنا وما فطرنا عليه من فطرتنا السليمة". ودعا إمام المسجد الكبير، الشيخ علي عيه مشايخ الجزائر وعلمائها قائلا "وإنني لأدعوكم اليوم من أجل إثبات وجودنا بتكوين هيئة للمحافظة على مرجعيتنا وديمومتنا بالتمسك بها فهي أساس وجودنا وبقائنا معززين مكرمين في هذا الكون"، وذلك من خلال "تكون هيئة مستقلة بذاتها عن كل التيارات السياسة والوصاية وعن المصالح الشخصية والدنيوية"، حتى تحظى بالثقة المطلقة لدى الشعب "ويسمعوا لها ويقتدوا واقتفوا بها"، وأوضح أنه حينما ينادي بهذه الهيئة التي تحافظ على المرجعية "ليس هذا إنقاص لمجهودات الشؤون الدينية والأوقاف ولا جمعية علماء المسلمين"، وإنما -يوضح- هي إضافة وتعزيز "لنكون واقفين كرجل واحد مدافعين عنها"، مضيفا "ولهذا إنني أرى الإسراع لتكوين هذا الجدار المحافظ على المرجعية وعلى الفتوى وعلى قراءة ورش". وتأتي دعوة عية العلماء للاجتماع، مباشرة، بعد الدعوة التي وجهتها سفارة العراقبالجزائر، لزيارة المقدسات والمراقد الشيعية المقدسة، وهو الأمر الذي اعتبره أغلب الجزائريين، بمثابة دعوة صريحة للتشيع، مما دفع الكثير من العلماء والمشايخ للتحرك، رفضا لأي محاولة من شأنها المساس بمرجعية الجزائريين، وقيمهم، ووحدتهم، وما أجمعوا عليه منذ قرون، ضف إلى ذلك عدد من النحل التي تنشط في الجزائر، وتم تحديد وإلقاء القبض على البعض منهم، كل هذه التحركات التي تخيف الجزائريين عموما، دفعت الأئمة والمشايخ والعلماء للتحرك، لبحث سبل الاجتماع لمحاربة أي شكل من أشكال الاختراق المذهبي أو الطائفي للجزائر، الأمر الذي من شأنه أن يهدد الوحدة الوطنية ويضرب الاستقرار والتجانس الاجتماعي.