استضافت جمعية "الجاحظية"، أوّل أمس، أعضاءها القدامى وبعض أصدقائها في لقاء مفتوح؛ لعرض البرنامج الثقافي السنوي، وفتح نقاش للتقييم والاقتراح؛ من أجل تكاتف الجهود، وإعادة هذه المؤسّسة الثقافية للحراك الثقافي من جديد. قدّم رئيس جمعية "الجاحظية" عبد الحميد صحراوي، بعض البرنامج السنوي المسطّر، ومنه برنامج "أدباء ومصلحون" بالتعاون مع جمعية العلماء المسلمين؛ حيث سيتم في كلّ مرة، تقديم شخصية بارزة من هؤلاء العلماء والمفكّرين والأدباء، منهم، مثلا، الشيخ الإبراهيمي، ورضا حوحو، ومحمد صالح ناصر، وزهور ونيسي، وكذا علي الحمامي الذي أتقن 7 لغات، وشارك في مقاومة الريف مع الخطابي بالمغرب، ورحل سنة 1948 عائدا من المؤتمر الإسلامي بأندونيسيا؛ حيث انفجرت الطائرة في السماء. وكان الراحل مالك بن نبي متأثّرا جدّا بالحمامي رحمهما الله. وبالمناسبة قال صحراوي إنّه سيتم في كل محاضرة استضافة عضو من جمعية العلماء. وبعد شهر رمضان سيتم استضافة أسماء أخرى، ذكر منها الكاتب لزهاري لبتر. كما ستحيي الجمعية ذكرى رحيل الطاهر وطار في نشاط خاص، مع استمرار برنامج العروض المسرحية والسينمائية، وكذا المعارض التشكيلية. من جهة أخرى، قال الأستاذ صحراوي إنّه يجري العمل على مشاريع أخرى؛ منها إعادة إطلاق جائزة مفدي زكريا التي تنتظر التمويل. ومستقبلا يمكن التفكير، أيضا، في جائزة للشعر الشعبي، مع عودة مجلة "التبيين" ، زيادة على جلب مطبعة إلكترونية رقمية، وعدت شركة "سونطراك" الجمعية بشرائها، واستضافة أسماء من خارج الوطن في لقاءات أدبية وفكرية. وذكر، أيضا، أنّ حديثا جمعه بوزير الثقافة والفنون السيد زهير بللو لمدة ربع ساعة، وعده فيها بالتعاون. وقال له: " إني موجود لدعم الجاحظية " ؛ ما أعطى رئيسَها كما أضاف أملا في الرجوع بها إلى الركب الثقافي الوطني. وقال الأستاذ صحراوي في سياق حديثه أمام الحضور، إنّه دكتور مختص في الفيزياء، لكن شغفه بالثقافة وبالحرف العربي كما أكّد هو ما دفعه إلى الجاحظية التي كادت أن تباع، وبالتالي يبقى أمله أن تأخذ طريقها، وتستكمل مسارها، وأن تقف مجدّدا على رجليها، موضّحا أنّه دعا الكاتب السعيد بوطاجين ليكون الرئيس الشرفي للجمعية، مع دعوة أخرى للجاحظيين المؤسّسين الأوائل، منهم الأساتذة عبد القادر جمعة، وحرز الله، وفوزية لارادي وغيرهم، ليؤكّد: "جئت للجاحظية وتَسلّمتها بمحضر قضائي حين افتتاحها. ووقفت مع غيري حتى لا تباع من جديد. ويبقى هدفي سرعة ثانية، وقيمة مضافة أخرى تتحقق، ليبقى الأمل هو إعادة البناء". وبالنسبة للمتدخلين فقد أعطيت الكلمة لفوزية لارادي، التي قالت إنّها اشتغلت مع الراحل الطاهر وطار لمدة 5 سنوات. وكانت "الجاحظية" في وقته، مقاما زكيا يؤمّه الأدباء والضيوف العرب، مطالبة بفتح الأبواب والنقاش، والاعتماد على الكيف أكثر من الكم في تسطير البرامج، وفتح مجال أوسع للتمويل والتعاون مع جهات وأسماء من خارجها، ليكون الإثراء والاهتمام أكثر بالشباب. كما توقّفت المتحدّثة عند مسألة التمويل الذاتي عندما قالت إنّ الجمعية كان لها مداخيل من خلال تقديمها دروسا في الموسيقى مثلا، وكذا طباعة الوثائق والنسخ وغيرها. أما الشاعر مسعود طيبي فطالب بفتح ملف الاختلاس أمام العدالة؛ لإعادة مال "الجاحظية"، فيما أكد الأستاذ فوزي عباس الأمين العام للجمعية، أن إعادة فتحها لم يكن بالأمر السهل، داعيا الفنانين والمثقفين والجمهور إلى الانخراط، وطارحا أهمية الجمعية العامة في جلب الدعم.