شهدت مساء أول أمس، كل من بلدية فوكة شرق ولاية تيبازة ومنطقة البريجة ببلدية اسطاوالي، أعمال شغب واحتجاج قادها عشرات المواطنين، استنكارا للارتفاع الكبير الذي عرفته أسعار بعض المواد الغذائية واسعة الاستهلاك، حيث قفزت أسعار الزيت والسكر إلى مستويات قياسية لا يمكن تحملها· وكانت الساعة تشير إلى حدود السابعة مساء، عندما وصلنا إلى حاجز مراقبة للدرك الوطني الموجود على مستوى الطريق الرابط بين زرالدة واسطاوالي بالمكان المسمى ''البريجة''، حين فاجأنا مئات من الأشخاص يسيرون في قارعة الطريق ويقومون برشق رجال الدرك ومستعملي الطريق بالحجارة، ليسارع على إثرها عناصر الدرك إلى غلق الطريق المؤدي لسيدي فرج، حيث كانت أغلب المجموعات المحتجة تسير في هذا الاتجاه· غيّرنا وجهتنا مباشرة إلى الطريق السريع نحو زرالدة· فيما تواصل تعرض مستعملي الطريق إلى الرشق بالحجارة على طول الطريق إلى غاية محطة البنزين، قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب لاحتواء الوضع واستطاعت السيطرة على زمام الأمور وإعادتها إلى طبيعتها بعد تفريق المتظاهرين في حدود السعة العاشرة ليلا، ليسود الهدوء مجددا المكان· فيما واصل التشكيل الأمني لقوات مكافحة الشغب مراقبة الأوضاع عن قرب·وفي الجهة المقابلة، على بعد بضعة كيلومترات من مدينة اسطاوالي، تجمهر العشرات من شباب فوكة شرق ولاية تيبازة، وقاموا بغلق الطريق الرابط بين فوكة المدينة بكركوبة والقيلعة منذ الساعة الثانية زوالا، أمام مستعملي الطريق، كما أضرموا النار في العجلات المطاطية، وقاموا برمي الحجارة على عناصر قوات مكافحة الشغب لمجموعة التدخل والاحتياط بزرالدة، التي تدخلت لفرض النظام العام وحماية المواطنين من أي اعتداءات أو أضرار قد يتسبب فيها غضب المحتجين، ولم تُسفر هذه الحركات عن أية توقيفات بسبب الظلام وهروب جميع المحتجين إلى بيوتهم دون أن تتمكن عناصر الأمن من تحديد هويتهم·أسباب اندلاع أعمال الشغب، أرجعتها مصادر ''البلاد'' وكذا روايات شهود العيان، إلى أنها جاءت احتجاجا على الغلاء الفاحش الذي طال عددا من المواد الغذائية واسعة الاستهلاك لدى الأسر الجزائرية، قابله سوء المعيشة وضعف القدرة الشرائية لعدد غير قليل من العائلات التي يقع عدد كبير من أفرادها في دائرة البطالة وانعدام الدخل· وذكر بعض المواطنين ممن كانوا بعين المكان وقت اندلاع الاحتجاجات، أن تجمهر الغاضبين وكثافة قوات الأمن وعناصر مكافحة الشغب، أعادت إلى أذهانهم أحداث 5 أكتوبر ,1988 التي اندلعت هي الأخرى بسبب تردي المستوى المعيشي آنذاك· كما أورد المتحدثون أنهم ''يخشون من تكرار هذه السيناريوهات، مطالبين بالمقابل الحكومة بالإسراع في إيجاد حلول عاجلة واحتواء الوضع قبل الانزلاق''، مؤكدين أنهم ''قضوا أول أمس ليلة بيضاء خوفا من تجدد أعمال الشغب في عتمة الظلام''·وأجمعت مصادرنا على أن المحتجين كانوا يرددون بعض العبارات تتمحور حول الارتفاع الفاحش للأسعار خلال هذا الأسبوع الأوّل من السنة الجديدة، مشيرين إلى أن ''الزوالي لن يعيش ولن يستطيع الصمود في ظل تواصل غلاء المواد الغذائية دون مبررات''، كما طالبوا ''بالإسراع في إعادة النظر في منظومة الأسعار المعتمدة''·في حين صرح آخرون، أن موجة الاحتجاجات سوف تتواصل إذا استمرت هذه الأزمة، مجمعين على أن كل مؤشرات الجبهة الاجتماعية تشير إلى انفجار وشيك في أي وقت·