شدد المشاركون في أشغال الملتقى الدولي الحادي عشر للشيخ عبد الجبار التيجاني الذي جاء من توقيع الخلافة العامة للزاوية التيجانية بالأغواط بالتنسيق مع جامعة عمار ثليجي والمركز الوطني للبحوث الإسلامية والحضارة، على أن منهج البعد الصوفي وعلاقته بتحديات العصر وهو عنوان الملتقى "يرمي في الأساس إلى الدعوة لوحدة الأمة والتعاون والتراحم ونبذ الخلاف والفرقة ورفض التكفير في أوساط الشعوب الإسلامية". كما اعتبر محمد عيسى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، في كلمته التي ألقاها بجامعة الأغواط بحضور أتباع الطريقة التيجانية في العالم، الى جانب كوكبة من المشايخ والعلماء القادمين من مختلف الدول الإفريقية والآسيوية، أن أشغال الملتقى الذي سيدوم يومين كاملين سيتسم بالبعد الوطني والديني والروحي. وقد جاء في وقته لتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تجعل منه منارة إشعاعية واستشراقية لصد كل المحاولات التطرفية التي تمس بالقيم الدينية والهوية الوطنية، مثمنا في الوقت ذاته ما حملته حقيبة الملتقى في يومه الأول الذي دشن على هامشه ممثل الحكومة زيارته لمقر الخلافة العامة للزاوية التيجانية، المدرسة القرآنية التي أخدت تسمية الشيخ عبد الجبار التيجاني لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية وهي تتسع ل250 مقعدا بيداغوجيا. كما تواصلت خلال الفترة المسائية الجلسة العلمية من فعاليات الملتقى الدولي الحادي عشر، بتتبع مداخلات أثراها مشايخ وعلماء أمثال الدكتور عمر مسعود من السودان حول مفهوم التصوف وأبعاده الروحية، والدكتور عبد الله السيد ولد أباه من موريتانيا الذي ركز من جهته على موضوع التصوف على أنه صمام أمان ضد الأفكار المتطرفة، على غرار مداخلة الدكتور الفلسطيني صالح عوض الذي تناول دور المتصوفة في الحفاظ على المسجد الأقصى وكيف للأمة الإسلامية بحكامها وشعوبها الوقوف وقفة رجل واحد إلى جانب الشعب الفلسطيني المستعمر لتحريريه من ويلات الاضطهاد الصهيوني الغاشم. كما ذهب الدكتور مصطفى خياطي من الجزائر في مداخلته الى إثارة موضوع أثر المؤسسات الروحية في تماسك المجتمع ورقيه من منطلق تفعيل المناهج الصحيحة والسليمة للتصوف الروحي ومحاولة الارتقاء بمفهومة الديني.