أمر الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، بضرورة الإسراع في عملية ترتيب بيت الحزب العتيد، حيث طالب هذا الأخير بإعداد تقارير حول أداء المنتخبين على مستوى القواعد والبلديات والولايات، الرجل يسعى من خلال هذه العملية إلى تحديد قائمة الأسماء التي سيزج بها في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وخصوصا تشريعيات 2017. وسيشرع حزب جبهة التحرير الوطني، في الأيام القليلة القادمة، في عملية تقييم المنتخبين في كافة المستويات، محليا و وطنيا، وتقديم تقارير مفصلة لقيادة الحزب وعلى رأسها الأمين العام عمار سعيداني، ومن المنتظر أن تتم العملية على ثلاثة مستويات وهي على مستوى القسمة وعلى مستوى المحافظة وثالث تقييم على المستوى الوطني يقوم به المكتب السياسي، على أن يؤطر العملية عضو من المكتب السياسي، ويسعى الأفلان من خلال هذه العملية، للتحضير "الجيد" للاستحقاقات الانتخابية المقبلة من انتخابات محلية و ولائية والتشريعيات منتصف السنة القادمة 2017. سعيداني من خلال التوجيهات التي أعطاها لأعضاء المكتب السياسي للحزب العتيد ولمختلف القيادات، تأتي بعد أن نجح الرجل في تطهير الحكومة من مناوئيه، في الفترة الأخيرة وعلى رأسهم الوزير الأسبق للعلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة، كما يسعى سعيداني حسب العديد من المراقبين لترتيب البيت الداخلي قبيل موعد الاستحقاقات القادمة، وأبز تحدي يسعى الرجل لتجاوزه هو العمل على عدم تكرار سيناريو تمرد النواب مثل ما حدث خلال العهدة التشريعية الحالية، من خلال النواب المحسوبين سواء على الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم وعبد الرحمان بلعياط المنسق العام لما يسمى بالقيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني. ولتفادي دخول الحزب العتيد التشريعيات القادمة بصفوف مشتتة، أعطى سعيداني هذه التعليمات "الصارمة" لتقييم أداء المنتخبين، محليا على مستوى المجالس البلدية والولائية المنتخبة، بالإضافة للمنتخبين على مستوى المجلس الشعبي الوطني، وأولى تحدياته في هذا المجال، تتمثل في قطع الطريق أمام خصومه السياسيين من الداخل، للاستعداد لخصومه من خارج الحزب. ومن المنتظر أن يعطي سعيداني نهاية الشهر الجاري، إشارة انطلاق الحزب في التحضير الرسمي للاستحقاقات القادمة، وذلك بعد غياب عن الساحة السياسية دام لقرابة الثلاثة أشهر كاملة، حيث عرفت هذه الفترة العديد من المستجدات، آخر تطوراتها رسالة لمجموعة من المجاهدين مشكلة من 14 مجاهدا تطالب ب«استرجاع الحزب". كما عاد إلى الواجهة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم والتقويميون والقيادة الموحدة، هذه الأخيرة التي رفعت رسالة لرئيس الجمهورية رئيس الحزب، يناشدونه فيها تشكيل لجنة وطنية لتسيير الحزب وإلغاء المؤتمر العاشر الذي أعاد انتخاب عمار سعداني أمينا عاما. وتتعامل الأمانة العامة للأفلان التي كلّف بنيابتها أحمد بومهدي مع بيانات المطالبة باستقالة الأمين العام عمار سعداني أو مطالبة الرئيس بتنحيته بتجاهل، حيث قزمت رسالة مجموعة المجاهدين، واكتفت بالرد عن طريق بيانات المساندة، فيما ينتظر جميع من في الساحة السياسية أن يرد سعيداني بنفسه على هذه المجموعة، ويبدي موقفه من القضايا المستجدة التي عرفتها الساحة السياسية طيلة غيابه عنها.