جدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أمس، دعوته رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، للترشح لعهدة رئاسية رابعة، مشيرا إلى أن بوتفليقة هو المرشح الوحيد للحزب العتيد، وإذ أكد بأن الأفلان لا يزال يلح على مطلبه بتعديل الدستور تحاشى سعداني هذه المرة الإشارة إلى المطالبة بإجراء التعديل قبل الرئاسيات مكتفيا بالقول إن هذا الإجراء من صلاحيات رئيس الجمهورية. وأوضح السيد سعداني خلال اللقاء الوطني للمنتخبين الذي نظمه الحزب بالمركب الأولمبي محمد بوضياف بالجزائر، أن الفصل في مرشح جبهة التحرير الوطني للمواعيد الانتخابية يدخل ضمن صلاحيات اللجنة المركزية وهيئات الحزب التي أعلنت ترشيح رئيس الجمهورية لعهدة رئاسية جديدة، قائلا في هذا الصدد بأن "الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة الذي شرب من لبن جبهة التحرير الوطني هو رئيس الحزب والمرشح الوحيد للأفلان". وفضل الأمين العام للحزب خلال اللقاء الذي ميزه الحضور المفاجئ للأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، ترك خطابه المكتوب، والاكتفاء بعبارات قصيرة ومحددة المعنى، مؤكدا بأن الاجتماع الذي عقده الحزب، أمس، والذي تم توسيعه من لقاء جهوي يخص منتخبي العاصمة والوسط إلى لقاء وطني، هو تجمع مخصص للإعلان الرسمي عن ترشيح الحزب للرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة"، داعيا مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني إلى الاستعداد للشروع في حملة انتخابية قوية هدفها الفوز، وذلك بعد استدعاء الهيئة الناخبة وإعلان دخول مرشح الحزب رسميا في سباق الرئاسيات. وقد قوبلت كلمات السيد سعداني بتجاوب كبير من القاعة التي اكتظت بنحو 5 آلاف مشارك من إطارات ومنتخبي ومناضلي الحزب، الذين هتفوا باسم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وطالبوه بعهدة رئاسية رابعة، كما رحب المشاركون بحضور الأمين العام السابق للافلان عبد العزيز بلخادم الذي دخل القاعة في وقت كان سعداني يخاطب الحضور، وأخذ مكانه في المنصة الشرفية إلى جانب باقي أعضاء اللجنة المركزية للحزب. وفي حين جدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني التأكيد على أن حزبه لايزال يطالب بتعديل الدستور، مذكرا بتقديمه مقترحاته حول هذه المسألة للجنة الوطنية التي كلفت بتجسيد هذه العملية، تحاشى السيد سعداني هذه المرة الإلحاح على ضرورة إجراء هذا التعديل قبل موعد الرئاسيات الانتخابية المقبلة، مثلما كان يطالب في السابق، مكتفيا بالقول بأن "هذه العملية تدخل في صميم صلاحيات رئيس الجمهورية الذي يقرر وحده متى ولماذا يجرى هذا التعديل". وبعد أن شدد على أن حزب جبهة التحرير الوطني هو حزب كبير "لا يسعى إلا الحكم بل إنه في الحكم"، انتقد المتحدث بالمناسبة معارضيه في الحزب، ووصفهم ب«المأمورون الذين يسعون إلى إفساد العرس الانتخابي للأفلان"، قائلا وهو يخاطب القاعة، "إن هؤلاء يتحركون خارج أطر الحزب لإفساد العرس الافلاني، دعوهم فإنهم مأمورون"، وأضاف بأن هؤلاء ستنتهي مهمتهم في أفريل القادم". من جهته، قال الأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، الذي أثار حضوره في القاعة زحمة شديدة في المنصة الشرفية، بأن حضوره يندرج في إطار دعم ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة، مبددا بذلك كل الشكوك التي أثيرت في الفترة الأخيرة حول موقعه من الحراك الشديد الذي تشهده الساحة السياسية بشكل عام، وأركان حزب جبهة التحرير الوطني بصفة خاصة في الفترة الأخيرة، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، التي لم تكشف فيها بعد كل الأوراق. وفي تصريح للصحافة، اعتبر عضو المكتب السياسي للحزب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الصادق بوقطاية، حضور الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم تجمع المنتخبين، تأكيدا على انسجام الحزب وحصول التئام تام بين مختلف هياكله، وهو ما يتوافق مع المبادئ السامية للافلان الذي يناضل دوما من أجل الوحدة الوطنية ودعم الاستقرار. وتجدر الإشارة إلى أن حزب جبهة التحرير الوطني سبق وأن أعلن تزكيته للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، حيث دعا في اجتماع اللجنة المركزية للحزب في 16 نوفمبر الماضي رئيس الجمهورية الترشح لهذه الاستحقاقات من أجل استكمال برنامجه السياسي، ومواصلة برنامج التنمية الإقتصادية والاجتماعية وتقوية مسار بناء دولة القانون، وجاءت تلك التزكية كخلاصة لسلسلة اللقاءات التي عقدتها الحزب على مستوى مختلف هياكله، فيما تعتبر الدعوة التي جددها الافلان، أمس، في التجمع الوطني للمنتخبين الذي ضم مختلف تشكيلات وهياكل الحزب، آخر رسالة يوجهها الحزب للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمناشدته الترشح للرابعة، وذلك قبل أيام قليلة عن إعلان استدعاء الهيئة الناخبة، ودخول البلاد بشكل رسمي أجواء السباق نحو الرئاسيات.