احتدم الصراع داخل جبهة التحرير الوطني مع بداية العد التنازلي للرئاسيات، حيث يعد سباق الأمانة العامة أول محطة فيه يعول عليها الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم لفرض نفسه كمرشح باسم الأفلان لخلافة الرئيس بوتفليقة معتمدا على أربع كتل سياسية ومالية من أجل التموقع خلال المرحلة القادمة . بدأ الصراع داخل جبهة التحرير الوطني ليوضح معالم الأزمة التي عطلت لحد الآن انتخاب أمين عام جديد للحزب في ظل التأجيل المتكرر لدورة اللجنة المركزية، حيث ظهر لحد الآن تنافس بين تيارين رئيسيين الأول يقوده الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم والذي يسعى لفرض عمار سعيداني كخليفة له، أما الثاني فيعمل على قطع الطريق أمامه وأمام طموحه للترشح باسم الحزب خلال الانتخابات الرئاسية القادمة. وإذا كان طموح بلخادم في الترشح للرئاسيات خفيا خلال قيادته للحزب العتيد كما كان يتهمه التقويميون فإنه جهر بهذا الطموح منذ خروجه من منصب الأمانة العامة وأضحت كل تحركاته في هذا الاتجاه، حيث يراهن حاليا على رئيس المجلس الشعبي الوطني سابقا عمار سعيداني كخليفة له على رأس الحزب كمحطة أولى تضمن له مواصلة مشروعه لخلافة الرئيس بوتفليقة. وذكرت مصادر مطلعة، من قيادة الأفلان أن بلخادم يحشد الدعم لعمار سعيداني خلال الأيام الأخيرة من خلال لقاءات كان أهمها اجتماع جرى مؤخرا بمقر اتحاد الفلاحين ضم إلى جانبه كل من الأمين العام للإتحاد محمد عليوي ومنسق الأفلان حاليا عبد الرحمان بلعياط إلى جانب عبد القادر حجار الذي يبدو أنه مازال متحفظا على خيار سعداني بسبب ما ينشر حوله في وسائل إعلام من قضايا فساد. وبالتوازي، مع ذلك يقوم تيار رجال المال والأعمال في الحزب بتحركات أخرى على مستوى القواعد من أجل حشد الدعم لبلخادم كخليفة للرئيس بوتفليقة خلال الرئاسيات القادمة حفاظا على مصالح أصحابه. ويضم هذا التيار نواب الحزب بالبرلمان مثل محمد جميعي وطلبية والطاهر خاوة وكلهم معروفون بقربهم من بلخادم داخل كتلة الأفلان حيث يقومون في الآونة الأخيرة بالترويج لخيار سعيداني كأمين عام إلى جانب التحرك في مرحلة ثانية كقاعدة مالية يرتكز عليها بلخادم في سباق الرئاسيات في حال تمكن من فرض خياره داخل الحزب العتيد. وخارج قواعد الجبهة يراهن بلخادم على لجان مساندة رئيس الجمهورية كقاطرة سياسية أخرى لدعمه في سباق الرئاسيات كأقوى مرشح يمكنه