أفادت مصادر مطلعة ل"البلاد" بأن مؤسسة تسيير مصالح ومنشآت مطارات الجزائر أبرمت عقدا مع مجموعة "تاليس" العالمية المختصة في تصنيع وتركيب أجهزة متطورة في الاستشعار والكشف من الجيل الجديد تساعد على إجراء مسح دقيق للأمتعة وحقائب المسافرين ومختلف البضائع العابرة عبر المطارات الدولية ال11 عبر التراب الوطني. وقال المصدر إن هذه المعدات المتطورة التي يرتقب أن يتم تركيبها اعتبارا من شهر أكتوبر الداخل في مطار الجزائر الدولي كمرحلة أولى قبل تعميمها على مطارات السانية بوهرانوقسنطينةوعنابةوتلمسان، من شأنها رصد أي تحرك مشبوه سواء تعلق الأمر بحقائب تحمل أجساما معتمة بداخلها أموال مهربة أو ممنوعات على غرار المخدرات ولها القدرة أيضا في الاستشعار والكشف عن الأسلحة والمتفجرات، في سياق إستراتيجية الحكومة بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني لتأمين مطار هواري بومدين الدولي وباقي مطارات الجزائر. ونقلا عن المصادر ذاتها سيتم تدريجيا تركيب هذه الأنظمة المتطورة للاستشعار والكشف في كل المطارات الجزائرية ال 19 مع إعطاء الأولوية للمطارات الدولية الرئيسية اعتبارا من مطار الجزائر الدولي قبل تعميمها في شهر فبراير من السنة القادمة 2017 كمرحلة ثانية على مطارات وهران، عنابة، قسنطينة، تلمسان وغيرها من المطارات التي تربطها خطوط دولية مع مطارات أوروبية. وتشير المصادر الى أن هذه الصفقة تمت بالتشاور مع السلطات العليا للبلاد الممثلة في المديرية العامة للأمن الوطني، حيث وقع الاختيار على هذه الشركة العالمية لريادتها في إنتاج تكنولوجيات حديثة تكشف المخاطر وتقنيات المسح لقطاعات متعددة منها الأمن الداخلي والنقل الجوي على وجه التحديد، ووصف المصدر هذه الصفقة بالهامة دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل عن قيمة العقد المبرم بين الطرفين، لكن رأى أنها ذات أولوية معتبرة لتعزيز مستويات الأمن في جميع المطارات من خلال هذه الأجهزة المتطورة والأولى من نوعها في دول شمال إفريقيا، فيما سبق لها توفير هذه الحلول الأمنية لعدد من مطارات دول الخليج بما في ذلك دبي والدوحة والكويت ومسقط الدولي. وطبقا لما أوردته المعطيات، فإن الأنظمة الأمنية التقنية من الجيل الجديد التي ينتظر الشروع في تركيبها الشهر القادم، تتوفر على كاميرات حرارية، تستشعر محتويات الحقائب المشكوك فيها وما يحمله الأفراد من ممنوعات كالأسلحة وغيرها، بالإضافة إلى مسح محيط وداخل المطارات من كل الشوائب الأمنية. وبشيء من التفصيل، أضاف المصدر أن هذه الآليات الحديثة ابتدأت طلبات العروض لجلبها منذ سنة 2015، بحيث ستركب في منافذ خاصة على مستوى المطارات وتعتبر من أحدث التكنولوجيات التي من شأنها تقوية المنظومة الأمنية بمطارات الجزائر وتعزيز آليات الرقابة الإلكترونية في ظرف يتزايد فيه نشاط تهريب الممنوعات على غرار المخدرات والأموال على اختلافها التي تأخذ طريقها الى المصارف الأجنبية من قبل مافيا مالية مشكلة من رجال مال ومستثمرين "طايوان" وأرباب شركات وهمية استغلت هشاشة الرقابة لتمرير ما لا يمكن تمريره من ملايين اليوروات والدولارات الى الفراديس البنكية في أوروبا وآسيا. وكانت آخر عملية لمصالح أمن مطار الجزائر الدولي بتاريخ 26 أوت الفائت حينما أجهضت تهريب ما يقرب 17 ألف يورو الى إسطنبول التركية عبر طائرة تابعة لشركة الخطوط التركية بحوزة تاجر، دون الخضوع للإجراءات القانونية الجاري بها العمل ودون التوفر على تصريح مسبق من المؤسسات المالية المختصة التي تفرض التصريح بالعملة.