أثارت حصة ''مبعوث خاص'' التي بثّتها قناة ''فرانس ''2 بتاريخ 6 جانفي المنقضي، حول درجة الأمن في المطارات الفرنسية مخاوف عدة دول، في مقدمتها الجزائر، بعد أن برهنت صحفية القناة بالصوت والصورة في روبورتاج مطول عن تمكنها من حمل سلاح ناري مفكك وتمريره على جهاز السكانير دون انتباه الحراس وإعادة تركيبه في الطائرة ليصبح جاهزا للاستعمال، إما لاختطاف الطائرة أو تنفيذ عملية إجرامية. فضحت حصة ''مبعوث خاص'' التي بثّتها القناة الفرنسية ''فرانس''2 العجز الأمني في المطارات الفرنسية إذ كان الروبورتاج الذي أعدته ميدانيا صحفية القناة دليلا بالصوت والصورة على قصور الإجراءات الأمنية في المطارات الفرنسية بعد نجاحها في نقل مسدس في حقيبتها، بعد تفكيكه ثم وضع الإجزاء المفكّكة في أماكن مختلقة داخل حقيبتها التي مرت عبر كل أجهزة السكانير دون انتباه أي من أعوان الرقابة القائمين عليها، وهم عاملون لدى شركة حراسة خاصة. ويعد نجاح الصحفية في تمرير قطعة السلاح، حسب ما عرض في الحصة التي كان بثها على الهواء، ضربة لأمن المطارات الفرنسية من إعادة تركيب المسدس بعد وصولها إلى الطائرة وبينت من خلال تقريرها المصور أن السلاح جاهز للاستعمال وتنفيذ عملية اغتيال أو اختطاف طائرة. وانتهى التقرير الصحفي الذي أعدته الصحفية في الروبورتاج،إلى استخلاص أن المطارات الفرنسية عير آمنة بسبب عجز الشركات الخاصة القائمة على الحراسة والمراقبة، وأن هؤلاء الأعوان غير مؤهلين لمهام كهذه. وكانت ردود فعل المشاهدين على موقع القناة الالكتروني متفقة على أن المسافرين انطلاقا من مطارات فرنسا غير آمنين على حياتهم بسبب قصور الإجراءات الأمنية. وأثارت الحصة ردود فعل داخلية طالبت بإعادة النظر في المنظومة الأمنية لمطارات فرنسا. كما لم تخف دول في أوروبا وإفريقيا وآسيا مخاوفها من انعدام الأمن بالطائرات القادمة من فرنسا. وعزمت دول على اتخاذ إجراءات مراقبة خاصة على الطائرات القادمة من المطارات الفرنسية. وكانت الجزائر على غرار تلك الدول واحدة ممن أخذت ما بثّته القناة بجدية، وتدرس حاليا رفع درجه اليقظة والحذر في مراقبة أمتعة المسافرين القادمين من فرنسا، وإخضاعها للتفتيش الدقيق وعدم ترك أدنى ثقة في التعامل مع المسافرين القادمين على متن طائرات قادمة من فرنسا تحت أية ذريعة لتجنب أي تمرير لأسلحة أو مواد متفجرة، يمكن أن تفلت من المراقبة في المطارات الفرنسية. وقالت مصادر ل''الخبر'' إن المطارات الجزائرية ليست كباقي المطارات التي توظف شركات خاصة لتأمينها من تهريب المواد الحساسة المحظورة، على اعتبار أن المهمة تتكفل بها فرق شرطة تملك صفة الضبطية القضائية. ومنذ 1995، فإن الجزائر تبنت إجراءات وسنت قوانيين صارمة لتأمين المطارات الجزائرية، وبالأخص مطار هواري بومدين. كما تلقى العاملون في حراسة أجهزة السكانير من رجال الشرطة، تكوينات في الخارج في مجال مكافحة تهريب المتفجرات والأسلحة والأموال والمخدرات. ووفرت على مدار ال15 سنة الماضية إمكانيات ضخمة لهذا الغرض بسبب التصعيد الأمني. كما تشرف على مستوى المطارات لجنة أمنية تضم كل الهيئات من عمال شركات الطيران والجمركيين وإدارة المطار والشرطة يشرف عليها ضباط سامون.