إجبار حجاج الموسم القادم على التسجيل في المسار الالكتروني تفاديا لمشاكل الإسكان قدم وزير الشؤون الدينية والأوقاف، مجموعة من التبريرات لما يحدث في موسم الحج الحالي قبل أن تنطلق أيام المشاعر، وقال إن كل عمل ينطوي دائما على نقائص واختلالات وإن تحايل بعض الأطراف وإخلالها بالالتزامات يبقى واردا، كما أن العيب ليس في الوقوع في الخطأ ولكن في عدم تصحيحه، وأن يكون الإهمال مساسا بحج الكرامة الذي اعترف أن الحكومة لم تتمكن بعد من تحقيقه، رغم مرور سنتين على انطلاق المشروع بتعليمة من رئيس الجمهورية. وطفت مؤخرا على السطح مشاكل الحج ومعاناته لفئة من الحجاج، قالوا إنهم انخدعوا بوكالات سياحية وعدتهم بالرفاه وانتهى بهم المطاف في غرف مكتظة دون حمام ودون مكيفات مناسبة، رغم أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف كانت صنفت الوكالات التي تستحق المشاركة في تنظيم الحج وأقصت اثنتين بتهمة الإهمال، لكن ما حدث مؤخرا في البقاع المقدسة يؤكد واقعا آخر غير الذي كانت تتحدث عنه الوزارة من تنظيم الموسم قبل شهور عديدة واتخاذ كافة الإجراءات لإنجاحه، وقد اعترف محمد عيسى من البقاع المقدسة بحدوث تجاوزات وإخلالات يجري العمل على تصحيحها وحفظ كرامة الحاج الجزائري الذي اضطر أحيانا إلى المبيت في قاعات الاستقبال على مستوى الفنادق والأكل خارج الفنادق بسبب سوء الإعاشة، حسب شكاوى البعض. وأكد محمد عيسى بعد اجتماع تقييمي مع منسق بعثة الحج والعمرة، يوسف عزوزة والقنصل العام للجزائر بجدة عبد القادر القاسمي الحسني، ورئيس مركز بعثة الحج والعمرة، مسعود بولجويجة وممثلي مختلف القطاعات المعنية ببعثة الحج والعمرة، "إننا لا ندعي القول إننا حققنا الكمال"، وبرر بأن "كل عمل ينطوي دائما على نقائص واختلالات، لكن إذا لاحظنا عيوب يجب علينا البحث عن مكمن المشكلة من إجل إيجاد الحلول، لا سيما خلال نقل الحجاج من مكة إلى المدينة أو جدة باتجاه المطارات من اجل العودة للوطن". أبعد من ذلك اعتبر المسؤول الأول عن قطاع الشؤون الدينية والأوقاف أن المرحلة الأولى من موسم حج 2016 كانت "ناجحة" مقارنة ب«التجارب السابقة"، معتبرا أن عدد الوفيات وسط الحجاج وطبيعة الوفاة تؤكد ذلك لأنها كانت قليلة وطبيعية تتعلق بكبار السن والمرضى المزمنين، كما أن القضاء على ظاهرة اختراق الايديوجيات لحملة الحج الجزائرية دليل على نجاح الموسم جزئيا الى غاية انتهائه، حيث سيتم إعداد مخطط خاص لأيام الشعائر في مزدلفة وعرفة ومنى. وبالمقابل لم ينف الوزير تجاوزات عدد من الوكالات السياحية فيما يتعلق بنوعية الخدمات المقدمة للحجاج تخص الخدمات الأساسية من الإسكان والاعاشة، معتبرا أن تحايل الآخرين وارد، حيث توعد الوكالات المقصرة بإجراءات قاسية جدا تصل حد الإقصاء من تنظيم الحج، وأكد المصدر أن الحاج الذي دفع أموالا مقابل خدمات لا بد إن يتحصل على هذه الخدمات في مستواها المطلوب، خاصة ما تعلق بالإسكان والإعاشة وهي الخدمات التي عرفت أكبر قدر من شكاوى الحجاج. وفي السياق ذكر محمد عيسى أن ظروف الاقامة في مكة مختلفة عن المدينة بسبب الطبيعة الجغرافية والاكتظاظ في السكنات. وهو الحديث الذي يرجى من ورائه تبرير الخلل. كما لمح إلى أن مشكل الاسكان الذي عانى منه بعض الحجاج هم السبب فيه بعد رفضهم التسجيل في المسار الالكتروني، ما خلف مشاكل في إيجاد سكن واختيار المرافقين في الغرف، الأمر الذي سيدفع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى جعل التسجيل إجباريا في الموسم القادم. على صعيد آخر، أكد محمد عيسى أن ما قيل بخصوص الاحتيال على 47 شخصا في العاصمة في قضية الحج لن يؤثر في الجزائر تماما، وأن تكفل السلطات السعودية بحج هؤلاء الجزائريين ليس إهانة للجزائر ولكنه دليل على قيمتها، وأضاف أن التحقيقات تجري في الجزائر حول الجهات المتورطة في القضية بما أن التأشيرات التجارية منحت في الجزائر وأن الاجراءات المناسبة ستتخذ بعد ظهور نتائج التحقيق.