تعزيز الانتشار العسكري على الممرات الصحراوية السرية سلم إرهابي نفسه بالقطاع العملياتي عين أمناس، في حين استرجعت مفرزة للجيش الوطني الشعبي بالأغواط كمية من الذخيرة الحربية تقدر ب206 طلقة من مختلف العيارات. وذكر مصدر أمني عليم أن الوحدات العسكرية شدّدت إجراءات الحماية على الحدود مع ليبيا ومالي في أعقاب حصولها على معلومات حول تحركات مشبوهة لمجموعة إرهابية متعدّدة الجنسيات. وأفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني، وصلت "البلاد" نسخة منه، أنه "في إطار مكافحة الإرهاب وبفضل جهود قوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن سلم إرهابي نفسه بالقطاع العملياتي عين أمناس في الناحية العسكرية الرابعة، في حين استرجعت مفرزة للجيش الوطني الشعبي بالأغواط كمية من الذخيرة الحربية تقدر ب206 طلقات من مختلف العيارات". وتابع البيان أنه "في إطار حماية الحدود ومحاربة الجريمة المنظمة، ضبط حرس الحدود بتلمسان بالناحية العسكرية الثانية كمية من الكيف المعالج تقدر ب32 كيلوغراما، في حين حجزت مفرزة للجيش الوطني الشعبي وبعين ڤزام بالناحية السادسة 12 مولدا كهربائيا ومطرقة ضغط". وكشفت مصادر "البلاد"، عن أن وحدات الجيش رصدت تحركات مشبوهة لمجموعة إرهابية على الحدود ومع ليبيا ومالي وضاعفت انتشارها على الممرات الصحراوية والحدودية السرية. ورفع الجيش الجزائري حالة التأهب الأمني على الحدود ودعا قادة النواحي العسكرية إلى "مزيد من اليقظة " في مواجهة "الاضطرابات غير المسبوقة" تشهدها المنطقة، لاسيما في ليبيا وتونس ومالي. وعلى نفس الصعيد، نشر موقع وزارة الدفاع الوطني أن "ما تعيشه منطقتنا في الوقت الراهن من اضطرابات أمنية غير مسبوقة ينذر بالتأكيد بعواقب وخيمة وتأثيرات غير محمودة على أمن واستقرار بلدان المنطقة". وتابع نفس المصدر "هذا يملي علينا في الجيش الوطني الشعبي التحلي بمزيد من الحرص واليقظة حتى تبقى الجزائر عصية على أعدائها ومحمية ومصانة من كل مكروه". وقد تم إنشاء تحصينات على الحدود بناء على دراسة عسكرية حددت المواقع الأكثر تعرضا للتهديد بالتسلل من قبل سيارات الدفع الرباعي، بينما تقوم دوريات عسكرية بمراقبة باقي المناطق التي لم يشملها الخندق، حيث تمتد منطقة صخرية كبيرة جدا، طولها يزيد عن 380 كلم، عبر الحدود البرية بين الجزائر وليبيا. وقال مصدرنا إنه في هذه المنطقة تم تركيز نقاط مراقبة عسكرية محصنة لمنع التسلل عبر الحدود. وعادت حركية الإرهاب والتهريب، بشكل لافت، بالمناطق الحدودية الجزائرية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، قياسا بالعمليات التي تقوم بها وحدات الجيش الوطني الشعبي للقضاء على عناصر إرهابية، إلى توقيف المهربين ومصادر المواد المهربة. وقال مصدر أمني إن النتائج الكبيرة المحققة على جبهة مكافحة التهريب، في أكثر من مكان بمسالك التهريب في الجنوب، تأتي في إطار عملية عسكرية تم التحضير لها منذ مدّة عن طريق عمليات واسعة لجمع المعلومات حول شبكات التهريب، ويشارك آلاف العسكريين في عملية واسعة لملاحقة جماعات التهريب التي تنشط في الصحراء. وتشمل العملية ثلاث مناطق صحراوية كبرى، تمتد الأولى في المنطقة الغربية في العرق الغربي الكبير وعرق الشباشب، على الشريط الحدودي مع دولة مالي، أما المنطقة الثانية، فهي الشريط الحدودي مع النيجر، أما المنطقة الثالثة، وهي الأكثر نشاطا، فتشمل الشريطين الحدوديين مع النيجر ومع ليبيا. وتنفذ العملية، التي أسفرت عن اعتقال عشرات المشتبه فيهم بممارسة التهريب، باستعمال طائرات مروحية وطائرات استطلاع حديثة وقوات برية وجوية، كما تشمل مسحا جويا للشريط الصحراوي الحدودي مع دول الجوار، وعمليات تمشيط للمسالك الصحراوية بقوات كبيرة.