وسّعت وزارة الدفاع الوطني نطاق العمليات العسكرية ضد المجموعات الإرهابية وشبكات التهريب المتحالفة معها في عدّة مناطق من الوطن. وتجري على مستوى النواحي العسكرية اجتماعات ماراطونية لإعادة انتشار القوات الأمنية المشتركة ومراجعة خطة عملها بتنسيق مباشر مع قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي. وينتظر أن تشمل العملية اجتماعات للجان الأمنية التي يترأسها الولاة لتفعيل النشاط العملياتي خاصة في الولايات الحدودية. وأفاد مصدر أمني مطلع ل«البلاد" أن حالة الاستنفار المعلنة على مستوى ولايات الجنوب والمناطق الحدودية التي تشهد تدفق مزيد من التعزيزات فرض على القيادة العسكرية مراجعة المخطط الأمني للسيطرة على الوضع ميدانيا خاصة وأن التعزيزات لم تشمل فقط الوحدات التابعة للجيش الوطني والدرك الوطي وحرس الحدود بل امتدت إلى سلكي الشرطة والجمارك بشكل جعل من مراجعة العمل الاستعلاماتي والميداني أكثر من ضرورة. وظهر من خلال التطورات اليومية كثافة في الحصائل التي تعلنها وزارة الدفاع في عدة مناطق من البلاد. وفي هذا الإطار تمكنت مفرزة للجيش الوطني الشعبي من كشف وتدمير لغمين تقليديي الصنع خلال عملية تمشيط بغابة سيدي علي بوناب بولاية بومرداس, حسب ما أفاد به أمس بيان لوزارة الدفاع الوطني،وصلت "البلاد" نسخة منه. وأوضح المصدر أنه "في إطار مكافحة الإرهاب, كشفت ودمرت مفرزة للجيش الوطني الشعبي لغمين تقليديي الصنعأمس الأول خلال عملية تمشيط بغابة سيدي علي بوناب بولاية بومرداس التابعة للناحية العسكرية الأولى. وفي إطار محاربة الجريمة المنظمة أكدت وزارة الدفاع أن مفرزة للجيش الوطني الشعبي بالتنسيق مع عناصر الدرك الوطني بوهران بالناحية العسكرية الثانية تمكنت من توقيف تاجري مخدرات وحجزت 50 كيلوغرام من الكيف المعالج وثلاث سيارات. فيما ضبطت مفرزة أخرى بالتنسيق مع أفراد الأمن الوطني ببشار (الناحية العسكرية الثالثة) ثلاثة تجار مخدرات وحجزت 30 كيلوغرام من الكيف المعالج وسيارتين ومبلغ من المال يقدر ب168000 دينار جزائري". أما بكل من تمنراست وبرج باجي مختار (الناحية العسكرية السادسة) فقد "أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي أربعة مهربين وحجزت سيارتين رباعيتي الدفع وشاحنة محملة ب16800 لتر من الوقود كانت موجهة للتهريب وخمسة أجهزة كشف عن المعادن ومواد متفجرة ومعدات تفجير". كما "أوقف عناصر حرس الحدود ومفارز للجيش الوطني الشعبي بكل من مغنية (الناحية العسكرية الثانية) وعين أمناس (الناحية العسكرية الرابعة) وعين قزام (الناحية العسكرية السادسة) ستة مهاجرين غير شرعيين منهم ثلاثة سوريين وثلاثة سودانيين". وتضاف هذه العمليات إلى حصائل شبه يومية لوحدات الجيش التي أوقف فيها ما لا يقل عن 350 مهرب، بين منتصف شهر نوفمبر الماضي ويوم الاربعاء، أغلبيتهم الساحقة إفريقيون، وبرز معطى تراجع تورط جزائريين في عمليات التهريب، قبل أشهر قليلة، موازاة مع القبضة الأمنية التي أحكمتها قوات الجيش، بعدما أعطت مكافحة التهريب طابعا لا يختلف عن مكافحة الإرهاب، وتضاعفت حصيلة الجيش في إحباط عمليات تهريب ومحاولات تسلل إرهابيين، بسبب تراجع دور "الدليل الصحراوي" لدى المهربين، الأمر الذي غالبا ما يضع المهربين في مواجهات مباشرة مع قوات الجيش لجهلهم بمنافذ التسلل. وأضاف مصدر عسكري أن النتائج الكبيرة المحققة على جبهة مكافحة التهريب والإرهاب في أكثر من مكان بمسالك التهريب في الجنوب، تأتي في إطار عملية عسكرية لملاحقة شبكات المهربين والإرهابيين التي تنشط في الصحراء. وتشمل العملية ثلاث مناطق صحراوية كبرى، تمتد الأولى في المنطقة الغربية في العرق الغربي الكبير وعرق الشباشب، على الشريط الحدودي مع دولة مالي، أما المنطقة الثانية، فهي الشريط الحدودي مع النيجر. أما المنطقة الثالثة، وهي الأكثر نشاطا، فتشمل الشريطين الحدوديين مع النيجر ومع ليبيا. وتنفذ العملية، التي أسفرت عن اعتقال عشرات المشتبه فيهم بممارسة التهريب، باستعمال طائرات مروحية وطائرات استطلاع حديثة وقوات برية وجوية، كما تشمل مسحا جويا للشريط الصحراوي الحدودي مع دول الجوار، وعمليات تمشيط للمسالك الصحراوية بقوات كبيرة.