عززت وحدات الجيش الوطني الشعبي حالة التأهب فى المناطق الحدودية مع ليبيا ومالي، في ضوء توالي محاولات إدخال كميات ضخمة من الأسلحة الحربية الثقيلة والمتفجرات عبر مسالك سرية في الصحراء. وتؤشر تلك المحاولات حسب مصدر عسكري على أن المجموعات الإرهابية في الساحل تكون قد شرعت في التحضير لاعتداء إرهابي يستهدف مصالح حيوية بولايات الجنوب. ونقل المصدر أن فريقا متخصصا في مكافحة الإرهاب يقود سلسلة من التحقيقات مع موقوفين تم ضبطهم متلبسين بإدخال شحنات من الأسلحة والمواد المتفجرة، وتبين من خلال التحريات الجارية أن بعض المعتقلين يشتبه في تورطهم في شبكات دعم وإسناد الارهاب. وتابع المصدر أنه "بعد أن تضاعفت عمليات إدخال شحنات حربية ومحاولات تهريب لمتفجرات وأجهزة اتصال متطورة من ليبيا ومالي، قررت قيادة أركان الجيش رفع حالة التأهب القصوى على كافة البوابات الحدودية الجنوبية والجنوبية الشرقية، حيث يقوم الجيش بنشر القوات العسكرية لتعزيز الرقابة على تحرك عناصر مشبوهة مرتبطة بالارهابيين والمهربين للرد السريع على أي عملية تخريبية مفترضة". وأشار المصدر إلى أن وحدات عسكرية باشرت تحصين مواقع متقدمة على الحدود مع الدولتين المذكورتين في ضوء التحذيرات من احتمال تعرض الحدود لهجمات إرهابية. وعلى الصعيد نفسه، أمرت وزارة الدفاع الوطني كل النواحي العسكرية المعنية برفع حالة الاستنفار بتغيير تصنيف وضعية الحدود البرية على الحدود مع ليبيا ومالي، من حدود مهددة بعمليات تهريب واعتداءات محدودة، إلى منطقة تتعرض لتهديد كبير يشمل هجمات إرهابية واسعة النطاق. وقال المصدر إن عدد المهربين الكبير الذين سقطوا في الأسبوعين الأخيرين لا يتعلق بعمليات ضبط اعتباطية، بل الأمر يتعلق بعملية عسكرية كبيرة تستهدف الجماعات الإرهابية الناشطة في الساحل والتي تفرعت هذه الأيام لمحاولات إدخال شحنات ضخمة من الأسلحة. وفي هذا السياق، أكدت أمس وزارة الدفاع الوطني في بيان وصل "البلاد" نسخة عنه أنه "تبعا للعملية التي أحبطت من خلالها مفرزة للجيش الوطني الشعبي تابعة للقطاع العملياتي لبرج باجي مختار بإقليم الناحية العسكرية السادسة، محاولة إدخال كمية من الأسلحة والذخيرة (أحد عشر مسدسا رشاشا من نوع كلاشنيكوف وبندقية رشاشة من نوع "آف آم بي كا" وأربع بنادق نصف آلية من نوع سيمونوف)، يٌضاف إلى هذه الحصيلة حجز ستة وأربعون قنبلة يدوية وكمية من مختلف أنواع الذخيرة تقدر ب2830 طلقة و46 جهاز تفجير." وتشمل العمليات العسكرية المتلاحقة في الجنوب ثلاث مناطق صحراوية كبرى، تمتد الأولى في المنطقة الغربية في العرق الغربي الكبير وعرق الشباشب، على الشريط الحدودي مع دولة مالي. أما المنطقة الثانية، فهي الشريط الحدودي مع النيجر. فيما المنطقة الثالثة، وهي الأكثر نشاطا، فتشمل الشريطين الحدوديين مع النيجر ومع ليبيا. وتنفذ العملية، التي أسفرت عن اعتقال عشرات المشتبه فيهم بممارسة التهريب، باستعمال طائرات مروحية وطائرات استطلاع حديثة وقوات برية وجوية، كما تشمل مسحا جويا للشريط الصحراوي الحدودي مع دول الجوار، وعمليات تمشيط للمسالك الصحراوية بقوات كبيرة. من جهة أخرى، أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي بالقطاعات العملياتية لكل من تمنراست وبرج باجي مختار وعين ڤزام بإقليم الناحية العسكرية السادسة، خلال عمليات مختلفة، أمس الأول، خمسة مهاجرين غير شرعيين وحجزت سيارتين رباعيتي الدفع وشاحنة و22,25 طن من المواد الغذائية و1400 لتر من الوقود وجهازين للكشف عن المعادن وأجهزة كهرومنزلية وقطع غيار. كما حجز أفراد الدرك الوطني بتلمسان بإقليم الناحية العسكرية الثانية، 3995 لترا من الوقود كانت موجهة للتهريب. فيما تم توقيف مهاجرين اثنين غير شرعيين بالأغواط بإقليم الناحية العسكرية الرابعة. ومن خلال هذه العمليات النوعية، أكدت أمس وزارة الدفاع الوطني أن" الجيش الوطني الشعبي يؤكد عزمه الدائم وإرادته المتواصلة وإصراره على حماية الحدود وكل التراب الوطني من المجموعات الإرهابية والعصابات الإجرامية من خلال وحداته المنتشرة والمستعدة للتدخل في أي شبر من أرض الوطن وفي كل الظروف".