يثير المشروع المعلن في الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي بخصوص قرار السلطات الولائية تأسيس مؤسسة خاصة ستتولى لاحقا مهام تسيير المقابر جملة من التساؤلات حول الدور المستقبلي لبلدية وهران التي يبدو أن المسؤول التنفيذي الأول عن عاصمة الغرب يكون قد اقتنع بعدم جدوى نشاطها ويسعى إلى تجريدها من عديد الوظائف الحية التي تدخل في صلب صلاحيات أي بلدية كما حصل مع قطاع النظافة الذي صار يشكل ''لقمة عيش'' بالنسبة لمؤسسة وهران نظافة بدلا من قسم النظافة والتطهير التابع لبلدية وهران في وقت يتساءل البعض الآخر عن خلفيات تهافت السلطات الولائية وإسراعها في تأسيس المؤسسة الولائية لتسيير المقابر بالرغم من وجود مؤسسة أخرى تابعة للبلدية تشرف على عمليات تشييع الجنائز وتنظيم المقابر في الوقت الذي كان الكل يترقب خطوة أخرى أكثر أهمية تتعلق بمشروع المؤسسة الولائية للإنارة العمومية الذي يبدو إنه وئد إلى الأبد!!!ئعاد المشروع الجديد المتعلق بإنشاء مؤسسة ولائية جديدة تهتم بتسيير المقابر ليطرح بقوة في أروقة المجلس الشعبي البلدي لوهران على خلفية الضرر الكبير الذي سيلحقه هذا المشروع على خزينة البلدية ثم على مصير عشرات العمال العاملين بمصلحة تسيير الجنائز، وهي عبارة عن مؤسسة بلدية تتمتع باستقلالية تامة في التسيير المالي والإداري وتضم مجموعة كبيرة من وسائل العمل والمعدات الآلية والميكانيكية، حيث تذكر بعض المصادر الموثوقة أن نتائج حل هذه المصلحة التي ظلت تشرف على تسيير مقبرة عين البيضاء للعديد من السنوات وإحالة عمالها على البطالة أو نقلهم إلى مصالح بلدية أخرى ستكون وخيمة على خزينة البلدية لعدة اعتبارات· فالمؤسسة المذكورة استطاعت من خلال الميزانية التي تخصصها لها البلدية سنويا أن تجنب خزينة البلدية خسائر مالية معتبرة في ظل إشراف عمالها على جميع المهام المتعلقة بحفر القبور، وتهيئة المقبرة وأشغال أخرى، وذلك بتكاليف بسيطة تمكنت من تغطيتها اعتمادا على الميزانية المخصصة لها سنويا، ومن دون أن تشكو مصالحها من نقص أو عجز كما هو الأمر بالنسبة لبعض المصالح والأقسام الأخرى التابعة لبلدية وهران كما يحصل في قسم النظافة أو المرور والطرقات والإنارة العمومية والأشغال أو التهيئة العمرانية·وتذكر مصادر مقربة من مصلحة تشييع الجنائز التابعة لبلدية وهران أن مشروع المؤسسة الجديدة التي تحضر له السلطات الولائية بعدما لاقى قبولا واسعا من قبل أعضاء المجلس الشعبي الولائي من شأنه أن يثقل كاهل خزينة بلدية وهران بتكاليف مالية هي في غنى عنها الآن، بحيث من شأن هذه المؤسسة الولائية التي ستتولى مهام تسيير المقابر أن تفرض تكاليف جديدة على خزينة البلدية نظير قيامها بمهام حفر القبور وتهيئتها وهي الخدمات التي ستتولى البلدية دفع تكاليفها لهذه المؤسسة·وتأتي تخوفات بعض العاملين في مصلحة تشييع الجنائز التابعة لبلدية وهران على ضوء المصير الغاض الذي يبقى يتربص بقسم النظافة والتطهير لاسيما بعدما جرّد من عديد الصلاحيات التي كان يتمتع بها وأضحت من صميم المهام المحولة إلى مؤسسة وهران نظافة التي وصلت تكاليف خدماتها على مستوى عديد القطاعات الحضرية إلى حدود 13 مليار سنتيم، وهي عبارة عن مصاريف إضافية أضيفت إلى متاعب خزينة بلدية وهران مباشرة بعد تأسيس المؤسسة المذكورة ما يعني حسب بعض الأوساط أن مصالح أخرى تابعة لبلدية وهران ومؤسسات كذلك هي في طريقها إلى الحل النهائي، ما لم تغير السلطات الولائية نظرتها إلى أساليب تعاملاتها مع مشاكل بلدية وهران·