حذّرت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال، من الغليان الذي تشهده الجبهة الاجتماعية في الجزائر، وأبدت تأييد حزبها وتفهمه لمطالب شرائح واسعة من الشعب. وعرجت حنون على الحديث مطولا عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجزائر، احتجاجا على الارتفاع الفاحش الذي طال بعض المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك، محملة مسؤولية ما حدث لمن وصفتهم ببارونات المضاربة من ''البورجوازيين الجدد''. وأكدت المتحدث أن هؤلاء وصلوا إلى مرحلة ما أسمتها ب ''الاستغوال''، داعية السلطة إلى محاكمتهم ومحاسبتهم بمنطق ''من أين لك هذا؟''. كما أكدت المتحدثة أنه من حق الشعب الجزائري استعادة الأموال والممتلكات التي استولوا عليها، لتنتهي إلى التحذير من أن هؤلاء المضاربين والمحتكرين الذين فجروا الشارع الجزائري وأحرقوه بالزيت والسكر، بإمكانهم قلب النظام في الجزائر وأبرزت أن هؤلاء ''المستغولين''، كما وصفتهم، مارسوا مع الحكومة سياسة لي الذراع عندما حاولت أن تفرض عليهم الضرائب والرسوم الجمركية على السلع التي يتحكمون في تجارتها وأن الحكومة عجزت عن مواجهتهم. كما انتقدت مدة إعفائهم من الرسوم والضرائب ودعت بالمناسبة إلى الإفراج عن جميع الموقوفين باعتبارهم كما قالت ''ضحايا ابتزاز واستفزاز المضاربين والبارونات''، في حين دعت الدولة إلى استعادة دورها في تأمين المواد الغذائية وقطع الطريق على المحتكرين. وانتقلت حنون للحديث مطولا عن الشأن التونسي، حيث أكدت وجود تباين واضح بين النظام الاقتصادي في الجزائر وتونس، محذّرة من تكرار نموذج زين العابدين الذي أحاط حكمه بمنظومة كاملة متكاملة ترتكز على البارونات والمافيا. وأشارت حنون إلى أن جدول الأولويات في الجزائر قد تغير الآن بعدما كان سابقا يركز على توفير الأمن والسلم الذي عاد إلى البلاد، إلى رهانات أخرى اجتماعية واقتصادية وسياسية تتعلق بتوسيع مناخ الديمقراطية والحريات والانفتاح الإعلامي ورد الكلمة للشعب الجزائري ليحدد شكل ومضمون ممارسة سيادته.