دعت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون أمس بالجزائر العاصمة الى ضرورة ارساء أرضية حوار فعالة في التعامل مع موجة الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها بعض ولايات الوطن على خلفية ارتفاع أسعار بعض المواد واسعة الاستهلاك، مشددة على الإسراع في اتخاذ اجراءات اقتصادية واجتماعية لإرجاع الأمل لهؤلاء المتظاهرين. وأكدت السيدة حنون خلال دورة طارئة اجتمع فيها المكتب السياسي لتقييم الأوضاع في الوطن أن الحل الوحيد والناجح في ايجاد مخرج لهذه الأزمة الاجتماعية التي ميزها الارتفاع الجنوني للأسعار يكمن في سياسة الحوار والنقاش بفتح قنوات اتصال متعددة بين السلطات العمومية وفئة الشباب لرصد مشاكلهم والاستماع لانشغالاتهم. وأوضحت أن التقرب من هؤلاء الشباب سيعمل على أخذ صورة واضحة عن واقعهم وظروفهم الاجتماعية، بما يسهل على الجهات الوصية اتخاذ الاجراءات اللازمة للاستجابة لتطلعاتهم لا سيما وأن الكثير من الشباب البطال يعاني في صمت بعيدا عن المنظمات وجمعيات المجتمع المدني التي تقع على عاتقها المسؤولية الكبرى في الاحتكاك مع هذه الفئة ومساعدتها في التقرب من عالم الشغل والتكوين. وقالت مسؤولة حزب العمال ''أن الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن جزائرية لم تأت بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد فقط وإنما جاءت كذلك كرسالة واضحة للسلطات المعنية للتعبير عن المشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها الشباب كالبطالة، والسكن''، مستهجنة في ذلك أعمال الحرق والتخريب التي طالت المؤسسات والممتلكات العمومية والخاصة كمراكز البريد ووكالات سونلغاز وبعض المدارس والثانويات. وأكدت المتحدثة أن هذه الأعمال ليست الوسيلة التي تنقل عبرها هذه الانشغالات، مشيرة الى ضرورة التهيكل في لجان وتنظيمات لإبلاغ السلطات بالمشاكل الاجتماعية التي تتخبط فيها هذه الفئة. وانتقدت لويزة حنون بالمناسبة الدور السياسي للإعلام العربي والغربي الذي أراد- حسبها -اعطاء صورة قاتمة عن هذه الاحتجاجات وأكثر من ذلك محاولة بعض القنوات صب الزيت على النار بتضخيمها للوضع وانتقاد سياسات الحكومة. ومن جهة أخرى، اقترحت الأمينة العامة لحزب العمال ضرورة الإسراع في اعادة تنظيم التجارة الداخلية التي اعتبرتها من أولويات الحكومة وهذا باستحداث دواوين للمواد الغذائية الأساسية كالزيت والسكر تتحكم فيها الحكومة بأسعار معقولة، كما دعت إلى تطبيق اقتراح منحة البطالة لفائدة الشباب البطال والمواصلة في برامج التشغيل لضمان مناصب شغل دائمة. وإلى جانب ذلك عرجت المسؤولة على أزمة السكن، داعية الدولة إلى تخصيص السكنات الشاغرة لفائدة المواطنين والمقدرة ب820 ألف سكن. وفي الأخير ذكرت حنون بأهمية فتح الاعلام الثقيل على الحياة الاجتماعية بتسليط الضوء أكثر على مشاكل الشباب.