-سويعات من الأمطار الخريفية تُغرق العاصمة وتشلها - انحراف حافلة للطلبة بالرغاية ووفاة شخص بالبرج البحري تسببت الاضطرابات الجوية والأمطار الخريفية التي تهاطلت منذ ليلة الأحد على العاصمة ومعظم ولايات الوطن، في كشف بريكولاج السلطات المحلية.. فوضى عارمة عرفتها مختلف الشوارع الرئيسية لولاية الجزائر، برك مائية غمرت الطرقات بسبب انسداد البالوعات وتعطل تام في حركة المرور سببه الحوادث الخطيرة، إلى جانب تأخر في مواعيد القطارات بالضاحيتين الشرقية والغربية. أدت الأمطار المتساقطة منذ ليلة الأحد على العاصمة إلى تسجيل 24 حادث مرور خلال 24 ساعة الأولى أي من يوم الأحد إلى غاية صباح أمس الاثنين، حسب ما كشف عنه المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر النقب بن خلف الله في اتصال ب«البلاد"، مضيفا أن مصالحة تدخلت خلال ال24 ساعة الفارطة، لإجلاء ضحايا 24 حادث مرور، ولحسن الحظ لم يتم تسجيل أي وفيات، ماعدا 21 جريحا، منهم 17 رجلا وأربعة نساء، حيث يتعلق الحادث الأول بانحراف حافلة لنقل الطلبة تابعة لمؤسسة طحكوت بمحور أولاد هداج في المنطقة الرابطة بين بومرداس وبلدية الرغاية، الحادث وقع على الساعة ال07.04 دقائق، أدت إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهم لمستشفى الرويبة، حيث سخرت مصالح الحماية المدنية سيارتي إسعاف إلى جانب شاحنة إطفاء... الضحايا الثلاثة يتواجدون في صحة جيدة وتتراوح أعمارهم مابين ال32 و59 سنة، يرجح أنهم عمال بالجامعة، وقد أدى الحادث الذي تعود أسبابه الأولى إلى انزلاق الأرضية بفعل تساقط الأمطار واختلاطها مع الزيوت المتسربة من المركبات، أدى إلى هلع كبير وسط الطلبة الذين نجوا من موت محقق. فيما أضاف بن خلف الله أنه وخلال الساعة ال07.10 دقائق تم تسجيل حادث تصادم بين حافلة تابعة لنقل الطلبة كانت فارغة وبين حافلة أخرى صغيرة خاصة بالنقل العمومي بالقرب من ثكنة عسكرية في مخرج بلدية الرغاية، ولحسن الحظ أصيب السائق فقط بجروح طفيفة، وقد قدمت له الإسعافات الأولية، بينما توفي رصّاص على الساعة ال9.32 دقيقة بعد أن سقط من الطابق الثاني لفيلا ببلدية برج البحري، الضحية كان بصدد إصلاح مدفئة، قبل أن ينزلق ويسقط جثة هامدة، حيث نقلت جثته إلى مصلحة حفظ الجثث لمستشفى عين طاية. بينما عرفت قطارات الضاحيتين الغربية والشرقية للعاصمة تأخرات بالجملة منذ الساعات الأولى لنهار أمس بسبب انقطاع الكهرباء، مما أدى إلى تذمر المسافرين والعمال الذين وصلوا متأخرين بأكثر من ساعة عن مواعيد عملهم، بينما لجأ البقية إلى حافلات النقل الجماعي ليصطدموا بانسداد تام للطريق السريع من البليدة نحو العاصمة، فيما عرفت معظم بلديات العاصمة على غرار باب الزوار، الدويرة، المقرية، براقي وتسالة المرجة، فيضانات خاصة في الأحياء الشعبية، أين بادر السكان إلى تنظيف البالوعات ولعب دور مصالح البلدية ، أما على مستوى حي سيلا بالمقرية فقد شهد السكان عزلة بسبب التدفق الهائل للمياه من الجهة الشرقية الذي تحول إلى مجرى وادي وتسبب الوضع بالحي المذكور في غمر المياه لمداخل العمارات. ونفس الشأن ببلدية الكاليتوس، التي لجأ فيها السكان لارتداء الأحذية المطاطية التي تحول يوميات السكان إلى جحيم بسبب عدم ترميم وإصلاح الطرقات وعرفت أغلب أحياء العاصمة، بما في ذلك أحياء قلب المدينة انسدادا للبالوعات، التي من المفترض تنظيفها قبل قدوم فصل الشتاء، وهو أمر يتكرر كل سنة لكن لا حياة لمن تنادي. وفي سياق متصل، عاش المقصون عبر مختلف الأحياء القصديرية بالعاصمة ليلة سوداء بسبب الأمطار الغزيرة التي أتت على خيمهم البالية وعلى أثاثهم المترامي في الشارع، على غرار مقصيو كوكو بلاج الذين هددوا بالاحتجاج وطالبوا الدائرة الإدارية بالإسراع في الرد على طعونهم، بينما في القصبة تخوف قاطنو العمارات المهددة بالانهيار من سقوط البنايات في أي لحظة، لاسيما الشرفات والسلالم التي أكل عليها الدهر وشرب مثلما هو الحال في العمارة رقم 10 بأعالي القصبة والتي تجاورها عمارة مهددة بالانهيار، حيث تخوف السكان من أضرار سقوط العمارة وهم بداخلها، مطالبين السلطات بالإسراع في ترحيلهم. للإشارة، فقد توقعت نشرية خاصة من مصالح الأرصاد الجوية، سقوط أمطار رعدية على المناطق الشمالية على غرار بجاية، وتيزي وزو، بومرداس، الجزائر، البليدة، وتيبازة. بداية من أمس الاثنين، على الساعة التاسعة مساء إلى غاية اليوم الثلاثاء على الساعة التاسعة مساء وتصل كمية الأمطار إلى 40 ملم. كما ستشهد كل من جيجل وسطيف وسكيكدة، عنابة، ڤالمة، الطارف وسوق اهراس سقوط أمطار غزيرة من حين لآخر رعدية، يصل ارتفاعها إلى 80 ملم.