خلفت التقلبات الجوية التي مست عددا من ولايات الوطن خسائر مادية وبشرية، حيث توفيت فتاة لا يتعدى عمرها ال20 سنة بالحي القصديري »بدر«، المعروف بسيتي (مايا) بالمقاطعة الإدارية للحراش، بعد أن جرفت الأمطار بيتها، في حين أصيبت أختها بجروح متفاوتة الخطورة تم نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى الزميرلي. ما تزال معاناة العائلات القاطنة بالأحياء الشعبية والقصديرية مع تهاطل الأمطار مستمرة ، حيث تسجل حالات وفاة في كل مرة تسقط فيها الأمطار، لتودي هذه المرة بحياة فتاة في مقتبل العمر ذنبها الوحيد أنها تقطن في حي تغيب عنه أسس البناء الحضري. مع كل يوم ممطر يسارع سكان الأحياء القصديرية والمنازل المصنفة في الخانة الحمراء على غرار سكان بلوزداد وحي عميروش بحسين داي، باب الوادي، القصبة... وغيرها، إلى الفرار خارج منازلهم خوفا من انهيارها عليهم، بسبب نقص مشاريع التهيئة العمرانية وبالوعات امتصاص مياه الأمطار وغيرها من مشاريع التهيئة التي من شانها أن تجنب هذه الأحياء كوارث من هذا النوع خاصة ونحن نتحدث عن عاصمة البلاد. وفي هذا الإطار سجلت المديرية العامة للحماية المدنية حسب ما أفاد به الرائد فاروق عاشور ل »الشعب« انهيار العديد من المنازل الهشة والقديمة، حيث تم تسجيل سقوط 3 منازل بحي الكاريار بعد انجراف حاد للتربة بهذه المنطقة بعد أن تسربت إليها كميات معتبرة من مياه الأمطار وسقوط منزل بحي سيتي »مايا« وآخر بحي الكروش ببلدية الرغاية واثنان آخران على مستوى الحي القصديري ببراقي، وانغمرت أقبية العديد من البنايات والطرقات بالمياه وهو ما تسبب في شلل حركة المرور خاصة على المستوى الشرقي للعاصمة. كما تحولت بعض أحياء العاصمة إلى مسابح بسبب انسداد بالوعات الشوارع أدى إلى اختناق حركة المرور طيلة نهار أمس استدعت تدخل مصالح الأمن والدرك الوطني، كما عرفت طرقات حي عدل ببلدية أولاد فايت فيضانات جراء التساقط الغزير للأمطار التي تسربت إلى عدد من المنازل. وقد تطلبت حالة الطوارئ التي عاشتها العديد من الأحياء تدخل مصالح الحماية المدنية على أكثر من مستوى، على غرار بلدية باب الزوار والسوريكال اللذان شهدا تدخلا مكثفا للأعوان لامتصاص مياه الأمطار التي غمرت أقبية العمارات التي كان يشغلها مواطنون بسبب أزمة السكن التي كانوا يعيشونها جاعلين من هذه الأخيرة ملجأهم الوحيد حيث تم إنقاذ على مستواها 5 أشخاص، كما تم تخليص السيارات العالقة في الأوحال. وأشارت الحصيلة الأولية للحماية المدنية للعاصمة، إلى أن تدخلاتها الخاصة بإجلاء المتضررين وامتصاص المياه المتسربة إلى عدد من المنازل والأقبية، بلغ عددها 177 تدخلا على مستوى 15 بلدية. وحسب ذات الحصيلة فإن الأمطار كادت تودي بحياة الكثير من السكان ممن يقطنون داخل البيوت القصديرية والمنازل القديمة المصنفة في الخانة الحمراء بسبب انهيار أجزاء من جدرانها، تم على إثرها إجلاء 4 أشخاص، في حين سجل تدخل على مستوى الأحياء المشيدة على حواف الأودية على غرار وادي الحراش الذي ارتفع منسوبه ما خلق تخوفا كبيرا في وسط السكان من تكرار سيناريو فيضانات باب الوادي بالعاصمة وبني ميزاب بغرداية. من جهة أخرى، وفي إطار الحد من حوادث المرور التي تقع جراء الاضطرابات الجوية دعا الرائد عاشور مستعملي الطريق، لا سيما سائقي الشاحنات الثقيلة، إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة وتخفيض السرعة مع التقيد بترك مسافة الأمان، مع وجوب التأكد من جودة الإطارات ونظام الفرامل وجاهزية الأضواء وقد تمت الإشارة في هذا الصدد إلى تسجيل العديد من حوادث المرور على مستوى الطرقات الوطنية خلال ال24 ساعة الأخيرة بسبب انزلاقها ما تسبب في انحراف العديد من المركبات.