أكد الوزير الأول الصحراوي طالب عمر خلال افتتاح أشغال المؤتمر الثامن لاتحاد العمال الصحراويين أمس ببوجدور (مخيمات الاجئين الصحراويين)، بأنه "على المملكة المغربية أن تفهم جيدا أن الأفارقة ليسوا رعايا لدى الملك وأن الاتحاد الإفريقي ليس هيئة تابعة للنظام". وأكد السيد طالب عمر في كلمة ألقاها بالنيابة عن رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الأمين العام لجبهة البوليزاريو إبراهيم غالي أن الاتحاد الإفريقي "هو منظمة قارية محترمة يجب على المغرب مثل كل دول إفريقيا أن يخضع لنظامها وألا يحلم بإخضاعها لسيطرته ونزواته". واعتبر الوزير الأول الصحراوي خلال مداخلته في أشغال المؤتمر التي افتتحت صبيحة أمس بمشاركة أكثر من 600 مندوب "أن الحل الوحيد هو أن ينصاع المغرب لمبادئ وقوانين وقرارات الاتحاد الإفريقي ويتخلى عن نهجه التوسعي العدواني وإلا أصبح كما هو فعلا اليوم دولة مارقة تنتهك ميثاق الاتحاد، حيث لا أحد يعرف أين تبدأ أو تنتهي حدودها." وأضاف قائلا في هذا السياق، إن "دولة الاحتلال المغربي تمعن في ممارسات إجرامية خطيرة. فهي تواصل نهب الثروات الطبيعية الصحراوية وتكثف مساعيها لتوريط شركاء في هذه العملية غير القانونية وتحرم الصحراويين من حقهم في أرضهم وثرواتهم". وبخصوص انسحاب المغرب من قمة مالابو، أكد الوزير الأول أن "إفريقيا وإضافة إلى تبنيها للقضية الصحراوية كقضية إفريقية مقدسة قدمت درسا تاريخيا للعالم في مالابو بغينيا الاستوائية". وأضاف قائلا إن "إفريقيا مجتمعة وقفت وقفة رجل واحد ليس بالتحديد ضد المؤامرات والمناورات والأساليب الملتوية لدولة الاحتلال المغربي فهي معتادة عليها وإنما وقفت إلى جانب الحق والعدالة والقانون". وأبرز أن إفريقيا "قررت باختصار أن تكون منسجمة مع نفسها وأن ترفض بشكل قاطع لا لبس فيه أي مساس بميثاق ومبادئ وقرارات الاتحاد الإفريقي". وقد "دافعت عن حق الجمهورية الصحراوية الكامل كعضو مؤسس للاتحاد وتشبثت بوحدة هذه المنظمة القارية الجامعة وانسجامها رغم كل الضغوطات والتهديدات والإغراءات التي ساهمت فيها مع الأسف بعض ممالك الخليج العربي". وأكد أن إفريقيا جددت التأكيد على قناعتها بأن حريتها واستقلالها وتصفية الاستعمار منها لن تكتمل إلا إذا تمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. كما أدان "السياسات الممنهجة من الاحتلال المغربي للتهميش ونشر الفقر والبطالة في صفوف الصحراويين وعلى أوسع نطاق، يضاف إلى كل ذلك الدور المحوري الذي تلعبه مخدرات المملكة المغربية كأكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي في تشجيع ودعم وتمويل عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية في المنطقة."