تمكنت الدول الإفريقية من إجهاض مناورات المملكة المغربية التي حاولت، بدون جدوى، إرباك السير الحسن للقمة العربية -الإفريقية الرابعة التي احتضنتها مالابو، من خلال رفض مشاركة وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي خرجت من هذا المحفل أكثر قوة، بفضل هذا الدعم الإفريقي القوي المعبّر عنه بوضوح. وأكد قادة الدول والحكومات ووزراء خارجية الدول المشاركة في أشغال الطبعة الرابعة للقمة الإفريقية - العربية، التي عقدت بعاصمة غينيا الإستوائية بمالابو، إلتزامهم بالمبادئ المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي وكذا الإعلان الرسمي في الذكرى السنوية الخمسين للاتحاد الإفريقي سنة 2013 والذي يتضمن إلتزام القادة الأفارقة بدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وبالمناسبة، أدان ممثل دولة أثيوبيا مناورات المغرب، مؤكدا أن الصحراء الغربية هي دولة كاملة العضوية وتحظى بكامل الحقوق التي يمنحها إياها الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي. وإلى جانب ممثل إثيوبيا، أبرز ممثلو كل من جنوب إفريقيا وناميبيا ان القضية الصحراوية تمثل للأفارقة ما تمثله القضية الفلسطينية بالنسبة للعالم العربي، وأن قداسة هذه القضية مستمدة من المبادئ التي أسس عليها الاتحاد الإفريقي، في حين أكد ممثل رواندا أن ثوابت ومبادئ الاتحاد الإفريقي تتجاوز رغبة المملكة المغربية. وعلى الرغم من انسحاب المغرب إلى جانب بعض الدول الداعمة لأطروحته الاستعمارية في الصحراء الغربية، كمحاولة للضغط من أجل إخراج الوفد الصحراوي من الأشغال وحذف فقرة من الإعلان الختامي تتضمن دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره تحت رعاية الأممالمتحدة، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل أمام الإرادة الإفريقية القوية التي أكدت مجتمعة احترامها لمبادئ الميثاق التأسيسي الاتحاد ومن أبرزها حق الشعوب في تقرير مصيرها. ولم تؤثر هذه المناورات على سير أشغال هذه القمة، حيث رفضت دول عربية أخرى مثل مصر وتونس وموريتانيا والسودان والصومال و جيبوتي، الإنسحاب من أشغال القمة التي توجت بإعلان مالابو، الذي أكد على أهمية الالتزام بالعمل على تحقيق شراكة الافريقية - العربية فعالة لخدمة أهداف التنمية المستدامة بشكل متكامل ومتوازن، مع الإلتزام بالأهداف والمبادئ المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي وميثاق جامعة الدول العربية. ومن خلال إعلان مالابو الذي توج أشغال القمة، أكد القادة الأفارقة والعرب إلتزامهم بالاهداف والمبادئ المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي وميثاق الجامعة العربية والإعلان الرسمي في الذكرى السنوية الخمسين للاتحاد الإفريقي سنة 2013 المتضمن دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره تحت رعاية الأممالمتحدة. وتثبت قمة مالابو العربية - الإفريقية عزلة الممكلة المغربية التامة على الصعيد الإفريقي، كما توضح ان سياسة الاحتلال والتوسع والاستعمار وضم اراضي الجيران بالقوة مرفوضة في القاموس الإفريقي المعاصر الذي املته مبادئ ومثل التحرير والاستقلال وتقرير المصير والسيادة، حسبما أكدته وزارة الخارجية الصحراوية في بيان لها، وتعد هذه القمة العربية - الإفريقية التي تعقد لأول مرة في إفريقيا، بمثابة اختبار لمدى جدية المغرب في الإنضمام إلى الاتحاد الإفريقي ومدى استعداده للإلتزام باحترام المبادئ المسيرة لهذه المنظمة القارية، حسبما أكدته جريدة المستقبل الصحراوي . وبالنسبة للأفارقة، فإن محاولة الوفد المغربي خرق مبادئ الاتحاد الإفريقي والمساس بمكانة أحد الدول المؤسسة للمنظمة، تكشف النوايا السيئة التي تدسها الرباط وراء طلب الإنضمام إلى الإتحاد الذي عبّر عنه في سبتمبر الماضي، تضيف الجريدة الصحراوية.