أكد الأمين العام لحركة النهضة، الدكتور فاتح ربيعي، أن الحركة لن تشارك في مسيرة 09 فيفري بالعاصمة التي دعت إليها بعض الجمعيات والتنسيقيات، داعيا إلى رفع حالة الطوارئ وإنشاء لجنة تحقيق برلمانية للوقوف على أسباب وخلفيات الاحتجاجات الأخيرة. كما دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى تهيئة أجواء انتخابية نزيهة وحرة. وتطرق ربيعي إلى مبادرة الإصلاح التي قال عنها إنه لا يهتم لمبادرة تنشر في وسائل الإعلام قبل أن تصل إلى المعنيين. حسمت حركة النهضة في قضية الدعوة التي وجهت إليها للمشاركة في مسيرة 09 فيفري المقبل بالعاصمة بمبادرة من جمعيات وتنسيقيات حقوقية تدعو إلى رفع حالة الطوارئ، إذ أكد أمينها العام فاتح ربيعي خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر الحركة، أمس، أن الجهة التي تدعو إلى المسيرة يجب أن تتحمل مسؤولياتها، مضيفا أن حركته ''ليست مساندة لأي جهة كانت، والمسيرة لا تعنيها''. كما دعا ربيعي إلى رفع حالة الطوارئ التي لم يعد لها أي مبرر بعد 20 سنة على إعلانها والتي أدت إلى ''تعطيل تطور الديمقراطية في الجزائر وأصبح الاستثناء هو الأساس في الحكم والتسيير وهذا غير مقبول بتاتا''. وبخصوص أحداث تونس أوضح الأمين العام لحركة النهضة أن على الأنظمة الحاكمة أن تتصالح مع شعوبها قبل فوات الأوان، ومن يراهن على الحليف الخارجي فهو واهم، وقد رأينا الرئيس المطرود في تونس الذي لم تتسع مطارات الدول الحليفة لطائرته لتحط فيها. ويجب أن تقرأ الأنظمة قراءة سليمة وإيجابية خروج شعوبها ورفضها لها. تونس غير الجزائر أما بخصوص تأثير أحداث تونس على الجزائر، فشدد ربيعي على أنه يجب أن تكون الحلول في أطر هادئة، مضيفا أن جرح الجزائر لم يندمل بعد، وعلى السلطة أن تتفهم الوضع وتبادر بالتغيير ولا يجوز لأي كان أن يحفر في الجراح التي عانت منها الجزائر، لأن واقع الجزائر يختلف عن تونس. وأشار إلى الآثار الخطيرة التي تنجم عن غياب نية الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتغييب الطرف الوسيط بين الحاكم والمحكوم، داعيا في الوقت نفسه إلى تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض ولايات الوطن. كما طلب من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة العمل على تهيئة أجواء انتخابات حرة ونزيهة من خلال إصلاحات جادة وحقيقية، وانفتاح إعلامي لإيصال رأي الشعب والطبقة السياسية دون إقصاء ولا تهميش. وفي رده على أسئلة الصحفيين حول الشباب الذين يقدمون على حرق أنفسهم، أجاب فاتح ربيعي بأنها ظاهرة تعبر عن ألم عميق لدى الشعب الجزائري ورسالة احتجاج على الظلم السائد، مضيفا ''إننا كلنا نحترق، بداخلنا النار تشتعل منذ سنوات... ولكن هذا لا يعطينا مبررا للانتحار لأنه لا يجوز شرعا''.