مفكرون يستنكرون "العنصرية" التي يتعرض لها المنحدرون من الهجرة الاستعمارية شرع مؤرخون ومفكرون وحقوقيون فرنسيون في التوقيع على "عريضة مليونية" لرفعها إلى المترشحين للرئاسيات الفرنسية ومطالبتهم "بالتحرّك نحو اعتراف رسمي بسلسلة الجرائم الاستعمارية وتعويض ضحاياها". ويتوقع أصحاب المبادرة أن تجد خطوتهم "صداها" خاصة لدى الرأي العام الفرنسي المتحمّس لإنهاء "حروب الذاكرة منه خلال الاعتراف بجرائم الدولة الفرنسية". وطالب مفكرون وجامعيون وسياسيون ونقابيون وأعضاء الحركة الجمعوية أمس الدولة الفرنسية والمترشحين في الانتخابات بالاعتراف بالجرائم الاستعمارية التي يصفها "بجرائم الدولة". وطالب الموقعون على نص اقترحه الجامعي أوليفيي لوكور قراندميزون الذي تعدى عدد المنخرطين فيه 90 بتحقيق "العدالة للمنحدرين من الهجرة الاستعمارية وبعد الاستعمارية وكذا مكافحة التمييز المرتبط بالذاكرة". وقال الموقعون من بينهم مؤرخون "نطالب السلطات العليا للدولة والمترشحين للانتخابات الرئاسية بدعم إنشاء ساحة تذكارية تخليدا لأولئك الذين اغتيلوا وفتح كل الأرشيف المتعلق بمختلف الأحداث والاعتراف بجرائم الحرب هذه وجرائم الدولة"، مشيرين الى أن مثل هذه الأفعال "ستسمح للفرنسيين بالتعرف على هذا التاريخ المستتر". ويذكر النص ضمن الجرائم الاستعمارية مجازر تياروي بالسنغال (ديسمبر 1944) ومجازر سطيف وڤالمة وخراطة بالجزائر في 8 ماي 1945 وعشرات الآلاف من الضحايا المسجلة". وذكر الموقعون أنه "قبل سبعين سنة وفي شهر مارس 1947 بدأت حرب الهند الصينية والثورة المدغشقرية. وفي الفاتح من نوفمبر 1954 اندلعت ثورة طويلة ودامية في الجزائر. وما بين 1945 و1962 خاضت فرنسا بصفة مستمرة عمليات عسكرية استعمارية"، داعين الى عدم نسيان الثورة "المستترة لمدة طويلة" التي خاضتها في الكاميرون (1955 1971) والقمع "الدامي" لمناضلي غوادلوب وكاليدونيا الجديدة". واعتبروا أن قانون وزيرة العدل السابقة كريستيان توبيرا ومبادرات المجتمع المدني "كان بمثابة بداية الاعتراف الاجتماعي والسياسي للعبودية والمتاجرة بالسود ولكن الأمر مختلف بالنسبة للجرائم المقترفة قبل وبعد الحرب العالمية الثانية"، مؤكدين أن "هذا الوضع غير مقبول لأنه الى جانب المجازر فإنه يعد إهانة للضحايا وأبنائهم وأقاربهم". وتتهيأ فرنسا بعد ثلاثة أشهر لانتخاب رئيس الجمهورية إثر انتهاء العهدة الخماسية لفرانسوا هولاند الذي تخلى عن فكرة الترشح لعهدة ثانية بسبب نسبة شعبيته الضعيفة والأزمة التي يشهدها اليسار. ويشارك عدة مترشحين في سباق الرئاسيات وهم فرانسوا فيون (الجمهوريون اليمين) وبونوا هامون (الحزب الاشتراكي اليسار) وجان لوك ميلونشون (فرانس انسوميز اليسار) وإيمانويل ماكرون (أون مارش اليسار) ومارين لوبان (الجبهة الوطنية أقصى اليمين).