مفكرون يُطالبون باريس والمترشحين بالاعتراف بالجرائم الاستعمارية ** طالب مفكرون وجامعيون وسياسيون ونقابيون وأعضاء الحركة الجمعوية أمس الاثنين الدولة الفرنسية والمترشحين للانتخابات الرئاسية بالاعتراف بالجرائم الاستعمارية التي يصفها (بجرائم الدولة) وهي جرائم يعد الجزائريون في مقدمة المتضررين منها حيث أشار أصحاب المبادرة إلى ما قامت به فرنسا يوم 8 ماي 1945 في عدة مدن جزائرية لتخيّم بذلك دماء الجزائريين على الرئاسيات الفرنسية. وطالب الموقعون على نص اقترحه الجامعي اوليفيي لوكور قراندميزون الذي تعدى عدد المنخرطين فيه 90 بتحقيق العدالة للمنحدرين من الهجرة الاستعمارية وبعد الاستعمارية وكذا مكافحة التمييز المرتبط بالذاكرة . وقال الموقعون من بينهم مؤرخين نطالب من السلطات العليا للدولة والمترشحين للانتخابات الرئاسية بدعم انشاء ساحة تذكارية تخليدا لأولئك الذين اغتيلوا وكذا فتح كل الأرشيف المتعلق بمختلف الأحداث والاعتراف بجرائم الحرب هذه وجرائم الدولة مشيرين إلى أن مثل هذه الأفعال (ستسمح للفرنسيين بالتعرف على هذا التاريخ المستتر). ويذكر النص ضمن الجرائم الاستعمارية مجازر تياروي بالسنغال (ديسمبر 1944) ومجازر سطيفوقالمة وخراطة بالجزائر في 8 ماي 1945 و عشرات الآلاف من الضحايا المسجلة . وذكر الموقعون أنه قبل سبعون سنة وفي شهر مارس 1947 بدأت حرب الهند الصينية والثورة المدغشقرية. وفي الفاتح من نوفمبر 1954 اندلعت ثورة طويلة ودامية في الجزائر. وما بين 1945 و1962 خاضت فرنسا بصفة مستمرة عمليات عسكرية استعمارية داعين إلى عدم نسيان الثورة (المستترة لمدة طويلة) التي خاضتها في كامرون (1955- 1971) والقمع (الدامي) لمناضلي غوادلوب وكاليدونيا الجديدة. واعتبروا أن قانون وزيرة العدل السابقة كريستيان توبيرا ومبادرات المجتمع المدني (كان بمثابة بداية الاعتراف الاجتماعي والسياسي للعبودية والمتاجرة بالسود ولكن الأمر مختلف بالنسبة للجرائم المقترفة قبل وبعد الحرب العالمية الثانية) مؤكدين أن (هذا الوضع غير مقبول لأنه إلى جانب المجازر فإنه يعد بمثابة إهانة للضحايا وأبنائهم وأقاربهم). وتتهيأ فرنسا بعد ثلاثة أشهر لانتخاب رئيس الجمهورية إثر انتهاء العهدة الخماسية لفرانسوا هولاند الذي تخلى عن فكرة الترشح لعهدة ثانية بسبب نسبة شعبيته الضعيفة والازمة التي يشهدها اليسار. ويشارك عدة مترشحون في سباق الرئاسيات وهم فرانسوا فيون (الجمهوريون اليمين) وبونوا هامون (الحزب الاشتراكي اليسار) وجان لوك ميلونشون (فرانس انسوميز اليسار) وايمانويل ماكرون (اون مارش اليسار) ومارين لو بان (الجبهة الوطنية اقصى اليمين). زيتوني: الذاكرة الوطنية محل نزاع بين الجزائروفرنسا تم يوم الأحد بوهران التوقيع على اتفاقية بين مديرية المجاهدين للولاية وإذاعة وهران تتعلق بتبادل الأرشيف حول حرب التحرير الوطني بحضور وزير المجاهدين الطيب زيتوني. وبهذه المناسبة تم تسليم تسجيلات لشهادات مجاهدين للوزير الذي نشط حصة إذاعية عقب زيارته التفقدية لعاصمة غرب البلاد والتي دامت يومين. وخلال هذه الحصة تطرق السيد زيتوني خصوصا إلى ملفات الأرشيف التي تحتفظ بها فرنسا وجماجم المجاهدين المتواجدة بفرنسا والتي يتعين إعادتها إلى الوطن والمفقودين والتعويضات لضحايا التجارب النووية الفرنسية بجنوب البلاد معلنا عن انعقاد (قريبا) بوهران لاجتماع مشترك حول هذه الملفات. وأشار الوزير إلى أنه (لا يزال يوجد نزاع بين الجزائروفرنسا فيما يخص الذاكرة الوطنية وعدة ملفات عالقة حتى وإن تعرف العلاقات بين البلدين تطورا إيجابيا). وتعمل لجان مشتركة على ملف المفقودين خلال حرب التحرير الوطني والمقدر عددهم ب 2.000 مشيرا إلى أن أغلبية المفقودين قد تم استدعائهم سواء من قبل قوات الأمن الفرنسية أو تم سجنهم أو وضعهم في ثكنات ولدينا ملفاتهم . وأضاف الطيب زيتوني بأن القنوات الدبلوماسية تعمل على استرجاع جماجم مواطنينا ودفنهم في الجزائر حتى ولو أن تاريخ هذه الجماجم يعود إلى 100 أو 150 سنة. وتضمنت زيارة وزير المجاهدين إلى ولاية وهران إشرافه على افتتاح ملتقى وطني حول التجربة الجزائرية في التكفل بتجهيز معطوبي وضحايا حرب التحرير الوطني وذوي الحقوق وتزويدهم بالأعضاء الاصطناعية حيث أشاد بإنتهاء عمليات إزالة الألغام في المناطق الحدودية. (لقد تحولت هذه المناطق من مناطق للموت والدمار إلى مناطق للتنمية والتقدم للجزائريين) كما أبرز السيد زيتوني.