يراقب الخبراء الأمنيون الإسرائيليون بقلق المظاهرات التي تنتشر في عدد من الدول العربية، معربين عن خشيتهم من أن ''يخطف'' الإسلاميون الحركات المؤيدة للديمقراطية في هذه الدول. ونقلت صحيفة ''جيروزاليم بوست'' الإسرائيلية عن خبراء أمنيين إسرائيليين انهم لا يتوقعون أي أثر مباشر على الأمن القومي الإسرائيلي بسبب هذه التحركات، إلاّ أن بعضهم قال إن هذه الاحتجاجات الواسعة التي بدأت كانتفاضات داعمة للديمقراطية قد يخطفها الإسلاميون. وقال الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي يعقوب أميدرور الرئيس السابق لمديرية البحث والتقييم في الجيش الإسرائيلي: ''نحتاج لفهم أننا نعيش على بركان''. وأضاف: ''الظروف قد تتغير بين اليوم وغداً. يجب أن نسأل أنفسنا ما هو أسوأ سيناريو نحن على جليد سميك سيذوب في النهاية''. وسأل الجنرال غيورا إيلاند، مستشار الأمن القومي السابق والباحث في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، إن ''هناك إمكانية بأن يستولي الإخوان المسلمون على السلطة إذا حصلت ثورة في مصر وهذا سيكون سيئاً ليس لإسرائيل فحسب بل لجميع الديمقراطيات''. وأضاف: ''المعركة الحقيقية في مصر لم تكن بين مبارك وعناصر مناصرة للديمقراطية بل بين مبارك والإخوان المسلمين''. وعن الأحداث الأخيرة في لبنان، قال ايلاند إن المواجهة الأخيرة بين ما وصفتها الصحيفة بأنها ''قوى 14 آذار المؤيدة للغرب'' و''8 آذار التي يقودها حزب الله'' لم تكن خطيرة، مشيراً إلى إن الجانبين لديهم مصلحة واضحة بمواصلة التعاون. واعتبر الجنرال الإسرائيلي أن إسرائيل أفضل إذا حكم حزب الله لبنان رسمياً ''لأنه بمجرد فتح النار على إسرائيل فعندها لن يكون حزب الله وحده المسؤول بل الدولة اللبنانية بكاملها. هذا رادع حقيقي ولديه العديد من الفوائد''. وأضاف: ''الأمر نفسه ينطبق على حكم حماس في غزة''. من جانبه، قال شلومو بروم، مدير برنامج العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب إنه من المستحيل معرفة ما يمكن أن يحصل تاليا. وقال: ''صحيح أن الأصوات المؤيدة للديمقراطية تعبر عن نفسها وهذا إيجابي ولكن لا نعرف كيف سينتهي ذلك. حتى في تونس حيث الإسلاميون ضعفاء لا نعرف كيف سينتهي ذلك''. وأضاف: ''لا يمكننا أن ننسى أنه في إيران في نهاية سبعينيات القرن الماضي، قاد شبان مؤيدون للديمقراطية الثورة ضد الشاه ونزلوا إلى الشوارع ولكن الإسلاميين في النهاية استولوا على هذه الثورة''.