هاجمت بحرية الاحتلال الإسرائيلي ''أسطول الحرية'' المتجه نحو قطاع غزة في المياه الدولية فجر الاثنين مما أسفر عن استشهاد 19 شخصا وإصابة 50 بجروح ، فيما بدأت قوات الاحتلال انتشار أمني مكثف شمال الضفة خشية اندلاع احتجاجات بعد إصابة رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح في الهجوم على الاسطول.وهاجم أكثر من مائة من قوات البحرية الإسرائيلية مدعومة جوا بقوات كوماندوس سفن ''اسطول الحرية'' في وقت واحد باستخدام الرصاص والغازات ، حيث كانت السفن على مسافة تزيد عن 20 ميلا من شواطئ غزة ، وهو ما يعني التعرض للاسطول في المياه الدولية .وأظهرت الصور التي بثها التلفزيون عناصر كوماندوس إسرائيلي ينزلون من مروحية ويصطدمون بناشطين على متن سفينة، وبدا العديد من الجرحى الناشطين ممددين على سطح السفينة.وقال مصادر اعلامية إن العملية الاسرائيلية مازالت متواصلة على ''أسطول الحرية'' ، وهو ما يعني إمكانية ارتفاع عدد القتلى والجرحى بنحو كبير ، فيما اصيب جنديين إسرائيليين في الهجوم.وأضاف ''الجيش الاسرائيلي بدأ بالفعل سحب السفن الى ميناء أسدود'' ، وسط توقعات بمزيد من التصعيد والتنديد الدولي خصوصا من قبل الدول التي يشارك متضامنيها في رحلة كسر الحصار ''. ومنعت الرقابة العسكرية الاسرائيلية نشر أي معلومات عن القتلى والجرحى الذين نقلوا إلى مستشفيات الإسرائيلية بعد الهجوم على ''أسطول الحرية''.وأوضحت الاذاعة العامة الاسرائيلية أنها تملك معلومات عن نقل جرحى إلى مستشفى اسرائيلي واحد على الاقل، بدون ان تورد اي تفاصيل إضافية. كما أعلنت السلطات الإسرائيلية حالة التأهب في كافة السجون الإسرائيلية تحسبا لردود الفعل على العملية. جانب آخر أعلنت الإذاعة العبرية أن الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية بالداخل أصيب بجراح خلال الهجوم فيما رفض جيش الاحتلال الإفصاح عن مدى خطورة حالته.من ناحية أخرى ندد إسماعيل هنية بالهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية المتوجه الى قطاع غزة مطالبا بتأمين سلامة المتضامنين بينما إعتبرت حركة '' حماس ''الاعتداء على الأسطول جريمة كبيرة تعكس طبيعة الاحتلال. وأدان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول الحرية معلنا الحداد ثلاثة أيام في الأراضي الفلسطينية. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية ''استخدم الجيش الإسرائيلي القوة ضد مدنيين بينهم نساء وأطفال وشيوخ من عدة دول رغبوا بنقل مساعدات إنسانية لشعب غزة''.وتابع بيان الوزارة ''أظهرت إسرائيل مرة جديدة أنها تتجاهل تماماً حياة الإنسان والمبادرات السلمية من خلال استهدافها مدنيين أبرياء، نحن ندين بشدة هذا التعامل غير الإنساني من إسرائيل، هذا العمل الذي يؤسف له الذي وقع في عرض البحر والذي هو انتهاك للقانون الدولي قد يقود إلى عواقب لا يمكن الرجوع عنها في علاقاتنا الثنائية .وأشار البيان إلى أنه ''إلى جانب مبادرات السفارة التركية في تل أبيب، تم استدعاء سفير إسرائيل في أنقرة لتقديم تبرير طارئ، وسنقول للسفير أن تركيا تدين بشدة هذا الحادث غير المقبول''.وقالت الوزارة ''مهما تكن أسباب إسرائيل من المستحيل قبول عمل مماثل ضد مدنيين يقومون بمبادرات سلمية، وعلى إسرائيل تحمل عواقب هذا الانتهاك للقانون الدولي. وقدمت الوزارة تعازيها لعائلات الضحايا الذين سقطوا في الهجوم. من جهتها دعت سوريا إلى عقد ''اجتماع فوري'' لمجلس جامعة الدول العربية لبحث ''تداعيات العدوان الاسرائيلي'' على اسطول الحرية. كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى التحقيق في سقوط قتلى على متن سفن المساعدات المتجهة لقطاع غزة وحث إسرائيل على السماح بحرية تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع. وكانت إسرائيل قد استعدت للهجوم على أسطول الحرية قبل وصوله إلى المياه الإقليمية، وهيأت بعض مستشفياتها لاستقبال الجرحى الذين قد يسقطون خلال مهاجمة السفن. وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من تلقي قافلة الحرية المتجهة إلى قطاع غزة أوامر من الزوارق الحربية الإسرائيلية التي طالبتها بالعودة.وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه قوله ''إن القافلة تجاهلت أوامر بالعودة تلقتها عبر اتصال لاسلكي من البحرية الإسرائيلية, التي أبلغت الناشطين أنهم يتجهون إلى منطقة بحرية مغلقة. وأضاف المسؤول أن القوارب الحربية الإسرائيلية طلبت من سفن كسر الحصار التوجه إلى ميناء أسدود الإسرائيلي لتفريغ بعض المساعدات وستتولى إسرائيل بعد ذلك نقلها إلى غزة. وكان المتضامنون الموجودين على متن القافلة قد أعلنوا في وقت سابق انهم يتوقعون كل السيناريوهات، واتفقوا على ألا يوقعوا أي وثيقة يقدمها لهم الإسرائيليون إذا ما اعتقلوهم، وألا يتجاوبوا مع السلطات الإسرائيلية، وأن يكتفوا بالتعريف بأشخاصهم وبجنسياتهم وجوازات سفرهم، وينتظروا الاتصال بهم من سفارات دولهم في إسرائيل أو من منظمات حقوقية. ويحمل الأسطول 750 متضامنًا من أكثر من 40 دولة، بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، بمن فيهم عشرة نواب جزائريين. كما يحمل أكثر من 10 آلاف طن مساعدات طبية ومواد بناء وأخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في المحرقة مطلع عام 2009 فضلا عن 500 عربة كهربائية لاستخدام المعاقين حركياً .وهذه هي المرة التاسعة التي تنظم فيها حركة ''غزة الحرة'' المنظمة المؤيدة للفلسطينيين ارسال سفن محملة بالتجهيزات والمساعدات الى غزة وقد نجحوا في ايصالها خمس مرات، فيما فشلوا في الوصول إلى القطاع ثلاث مرات منذ اول رحلة قاموا بها في أوت .2008 اذ منعت اسرائيل وصول اي سفن اخرى منذ هجومها العسكري على غزة الذي انتهى في جانفي 2009