كشف، ممثل النائب العام لدى محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، أن قوات الجيش النظامي السوري قضت على 300 جزائريا التحقوا بالتنظيم الإرهابي المعروف باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، مؤكدا أن السفارة الجزائرية المعتمدة بسوريا حازت على القائمة الإسمية للمعنيين من قبل القوات المسلحة السورية وأوكلت لها مهمة إخطار ذويهم بالجزائر. فيما تم إحصاء ما بين 800 إلى 1100 مقاتلا جزائريا آخر لا زالوا في ساحة القتال ينشطون هناك تحت راية التنظيم الإرهابي "داعش". تصريحات ممثل النائب العام عند مرافعته خلال عرض قضية إرهابية للمحاكمة، ضمت 8 متورطين نسبت لهم جناية الانخراط في جماعات إرهابية تنشط في الخارج ومحاولة الانخراط والإشادة بالأعمال الإرهابية، موقوف منهم 3 أشخاص، أحدهم راق وآخر عون أمن بشركة خاصة بحراسة نقل الأموال والمواد الحساسة المشرفة على أشغال مصفاة تكرير البترول بسيدي ارزين في بلدية براقي، ولا يزال خمسة منهم في حالة فرار، أبرزهم المتهم (د.محمد) المكنى إعلاميا ب "ذباح داعش"، والتي ورد فيها كيفية اختراق التنظيم الإرهابي "داعش" لأحياء بلدية الكاليتوس من خلال إمام مسجد "أبو بكر الرازي" بالشراعبة ويتعلق الأمر ب(د.محمد) المكنى "أبو أيوب الجزائري" الشهير باسم ب«ذباح داعش"، الذي كان يروج للفكر الجهادي والتكفيري الداعشي عبر حلقات يلقيها وسط شباب المنطقة، بعدما وضع نصب أعينه الشباب المنحرف من مدمني وتجار المخدرات والمؤثرات العقلية لاستمالتهم إلى صفوف التنظيم الإرهابي. كما يتواجد إلى جانبه المتهم (و.سالم) ينحدر من حي "سالومبي" ببلدية الكاليتوس، وورد عنه أنه تمكن من دخول الأراضي العراقية سنة 2014، بعد مكوثه عدة أشهر في معاقل جبهة "النصرة" في سوريا، وبدأ ينشط ضمن تنظيم "داعش" وكان يبث عددا من الفيديوهات، يظهر من خلالها وهو ينفذ عمليات في سورياوالعراق خاصة تحت لواء تنظيم "داعش"، إلى غاية تكليفه بتفجير نفسه في عملية انتحارية نهاية سنة 2015. وحسب المعلومات الواردة في ملف القضية، فإن تجنيد المتهم تم من طرف "ذباح داعش" سنة 2013، بعدما رتب وتكفل بإجراءات سفره جوا من الجزائر نحو تركيا رفقة (ز.يوسف) و(ب.يونس) في أوت 2013 ومن ثمة اجتازوا الحدود نحو سوريا، حيث التحقوا ب«جبهة النصرة"، وهي الوقائع التي كشفت عنها الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بمدينة الناصرية، بناء على معلومات بلغت مصالحها أفادت بوجود خلية تنشط عبر أحياء بلدية الكاليتوس لصالح التنظيم الإرهابي "داعش"، ما مكن من تجنيد عدد من الشباب الذين التحق بعضهم بصوفوفه وآخرون بجبهة "النصرة" بسوريا، مرورا بتونس وتركيا، بينهم المدعو (خ.م. الشريف) الذي كان يعمل كعون أمن بشركة خاصة بحراسة نقل الأموال والمواد الحساسة التي تشرف على أشغال بمصفاة تكرير البترول بسيدي رزين، بعد تواصله مع عناصر جماعات إرهابية تنشط بسوريا أبرزهم (ش.حمزة) المكنى "سعيد زرزور"، أحد مقاتلي "جبهة النصرة" وكان خلال تواجده بالجزائر ينشط في تجارة المخدرات، ليغادر الوطن بنية القتال بعد إقناعه من قبل "ذباح داعش" بضرورة محاربة ما وصفوها ب«بلاد الكفر" ويقصدون الجزائر. كما ورد أن "ذباح داعش" وبصفته قبل ذلك "إمام مسجد الرازي كان يعقد حلقات يومية لحث الشباب على الجهاد في سورياوالعراق، وسبق لعون الأمن وأن التقى به 14 مرة، رفقة آخرين بينهم (ح.نور الدين) وهو راق متشبع بدوره بالفكر الجهادي، ما استلزم توقيف الأخير لتضبط بحوزته صورا للمتهمين الفارين (ط.حمزة) و(ه.عبد الرحمن)، اللذان التحقا بداعش على التوالي في 17 جوان 2013 وفيفري 2015 عبر تركيا ووتونس وليبيا ثم مصر ومنه إلى سوريا، وكانا يظهران وهما يرتديان الزي الأفغاني وحاملان أسلحة رشاشة داخل معسكر تدريب تابع ل«داعش". كما حجزت أقراصا مضغوطة بمنزله تحرض على قتال الشيعة، وصور وفيديوهات أخرى لنشاط عناصر داعش، فضلا عن ملف إداري لاستخراج جواز سفر. وخلال مثول المتهمين الثلاثة للمحاكمة، فندوا الأفعال المنسوبة لهم رغم مواجهتهم بالقرائن القائمة ضدهم، ليتمس ممثل النائب العام معاقبة كل واحد منهم ب 5 سنوات سجنا و500 ألف دج غرامة نافذة.