مع اقتراب نهاية الموسم الكروي الحالي، بدأت حدة الضغوطات تزداد على الأندية بين تلك التي تلعب ورقة اللقب أو المراكز المتقدمة وتلك التي تصارع على إنقاذ رأسها من شبح النزول للأقسام السفلى. كما اقترنت تلك الضغوطات بالأخطاء التحكيمية الفادحة لأصحاب البدلات السوداء التي أثرت بشكل رهيب ومباشر على النتائج العامة للمباريات رغم أن النتائج في مرحلة العودة تكون مؤثرة مباشرة على الترتيب العام للأندية، وهو ما حدث على سبيل المثال لا الحصر في موقعة نصر حسين داي واتحاد الحراش، أين منح حلالشي ركلتي جزاء غير شرعيتين للنصرية، وقبل ذلك منح عاشوري لشبيبة القبائل ضربة جزاء لا أساس لها من الصحة في موقعة الكناري واتحاد الحراش لحساب الجولة الثامنة عشرة من الرابطة الأولى، ولم تقتصر أخطاء الحكام على مباريات الصفراء فقط بل تعدتها لمقابلات شبيبة القبائل في مباريات الذهاب، فالجميع يتذكر جيدا كيف منح الحكم نسيب ركلة جزاء وهمية لاتحاد العاصمة بملعب عمر حمادي لتتواصل بعدها الأخطاء تقريبا في جل ملاعب الجمهورية رغم الأبواق التي تظهر من حين لآخر وتقول إن سلك التحكيم في تحسن مستمر غير أن واقع الحال يؤكد غير ذلك بدليل أن هيئة تعيين الحكام ورئيسها حموم باتت تلاقي ضغوطات كبيرة من طرف الأندية وراح البعض يطالب منه الرحيل بسبب الأخطاء الفادحة في سلك التحكيم الذي يؤثر بشكل مباشر على النتائج.
"تعيينات مشبوهة وعلى المقاس.. وحكام ضحية لتنفيذ الأوامر!"
وبالعودة للجنة تعيين الحكام التي يترأسها خليل حموم يرى الكثيرون أن هناك تعيينات يشوبها بعض الغموض، على غرار تعيين حكام لناد واحد في عدة مناسبات، وهو الأمر الذي وقع في الموسم الحالي سواء في الرابطة الأولى أو الثانية، كما أن بعض الحكام عُرفوا بحبهم لبعض الأندية وقربهم لمسيريها، لكنه رغم ذلك يعينون في مبارياتهم وصولا للأخطاء التحكيمية التي كثيرا ما يقع فيها الحكام لتنفيذ أوامر فوقية قبل أن يكونوا ضحية لذلك بإبعادهم لعدة مباريات قبل أن يعودوا والجميع يتذكر ما حصل على سبيل المثال مع بنوزة في حقبة لكارن مثلا وما فعله الأول في موقعة سطيف والحراش في الكأس.
"أصحاب البدلات السوداء رهينة لمنظومة مافياوية"
ورغم أن الكثيرين يلومون الحكام ويعتبرون أن الأخطاء التي تحصل في المباريات ليست عفوية لكنها مقصودة لخدمة مصالح شخصية أو لخدمة مصالح على حساب أخرى، غير أن البعض ممن يدرك جيدا خبايا الكرة يعرف أن المنظومة التحكيمية في الجزائر فاسدة ويصعب التحكم في خيوطها والحاكم الوحيد فيها العلاقات المتشعبة بين النافذين في الكرة تارة وأصحاب الأموال تارة أخرى ليبقى في ذلك الحكم رهينة كل هذه الحسابات وفي كثير من الأحيان يطبق ما يؤمر به لو أراد المضي في مشواره التحكيمي.
"حكام فوق القانون.. وآخرون يعاقبون لذر الرماد في الأعين!"
وما يعاب أيضا على لجنة حموم وجود ما يوصفون بحكام "شوشو" أو فوق القانون وقليلا ما يعاقبون ومن أبرز تلك الأمثلة الحكم الدولي محمد بنوزة الذي لم يسبق له أن عوقب تقريبا في عهد خليل حموم، في وقت تعاقب حكام آخرون من أجل ذر الرماد في الأعين والتأكيد على أن هيئة حموم تقوم بعملها في وقت ينتظرها عمل كبير ليبقى الحل على ما يبدو يكمن في رحيل حموم عن الهيئة وإعادة هيكلة اللجنة من خلال عودة الإطارات التحكيمية في صورة حيمودي وحتى بيشاري.