منظمة العفو الدولية تتّهم الحوثيين بالتجنيد "القسري" للأطفال أفادت مصادر يمنية أن المتمردين الحوثيين كثفوا إطلاق النار في مدينة تعز، جنوبي اليمن لمنع دخول وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين إلى المدينة المحاصرة. وذكرت المصادر أن المبعوث الدولي يسعى إلى تفقد الوضع الإنساني في المدينة، التي يحكم الحوثيون وميليشيات صالح الحصار السيطرة عليها منذ أشهر. وأكدت أن المسؤول الدولي لم يتمكن حتى اللحظة من الدخول إلى المدينة، للاطلاع على الأوضاع الإنسانية لسكانها المحاصرين. وقال أوبراين، على هامش زيارته لمدينة عدن جنوبي اليمن، إن نحو 19 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وإن البلد يعاني أزمة قد تصل إلى المجاعة. من جهة أخرى، قتل 7 من المتمردين الحوثيين وأصيب آخرون في غارات للتحالف العربي استهدفت موقعا عسكريا في جزيرة كمران بمحافظة الحديدة. وقالت وسائل إعلام إن الغارات دمرت أيضا أسلحة للحوثيين منها مدفعية ومخزنا للذخيرة. كما قتل خمسة من المتمردين وجرح آخرون في مواجهات جديدة بين قوات الشرعية من جهة والمتمردين الحوثيين من جهة أخرى في الأطراف الجنوبية لمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، حيث تسعى القوات الحكومية للتقدم نحو مركز المديرية. وكانت قوات الحكومة اليمنية قد بدأت، تحت غطاء جوي من قوات التحالف العربي، عملية عسكرية برية نحو محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، مؤخرا.
العفو الدولية: الحوثيون يجنّدون الأطفال "قسرًا"
اتهمت منظمة العفو الدولية ميلشيات الحوثيين في اليمن بتجنيد أطفال لا تتجاوز أعمار بعضهم الخامسة عشر، للقتال في الجبهات. وقالت المنظمة إنها استقت هذه المعلومات من عائلات ثلاثة أطفال وقاصر رابع أخضعوا هذا الشهر للتجنيد من قبل الحوثيين في صفوف تنظيم أنصار الله، في العاصمة صنعاء. وحسب شهود عيان، فإن اثنين من الأطفال الأربعة جندهما مسؤول محلي من الحوثيين، وأرسلهما في جانفي الماضي إلى مدرسة قرآنية بضواحي صنعاء، حيث تلقيا دورة دينية أولية، قبل أن يعودا إلى أسرتيهما اللتين لم تكونا تعلمان شيئا عن مكان وجودهما. وقال والد أحد الطفلين إن الدورة التكوينية اشتملت على دروس عن تاريخ الحربين العالميتين، وأيضا عن التحالف العربي الذي تقوده السعودية. وذكرت بعض الأسر أن الضواحي التي تعيش فيها، شهدت زيادة أعداد الأطفال الذين يتم تجنيدهم للقتال، نظرا إلى انقطاعهم عن الدراسة كنتيجة للأزمة الاقتصادية وإضراب المدرسين عن العمل لأن الكثير منهم لم يتحصلوا على رواتبهم منذ شهور. وقالت سماح حديد، نائبة مدير الحملات في المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت، إن "انتزاع الحوثيين للأطفال من أسرهم وبيوتهم أمر فظيع، فهم يجردونهم من طفولتهم ليضعوهم في خطوط النار، حيث يمكن أن يُقتَلوا". وقالت حديد إن هذه التصرفات تشكل "خرقا مخزيا ومشينا للقانون الدولي"، داعية الحوثيين في هذا السياق إلى "الوقف الفوري لكل أشكال تجنيد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عاما، للقتال في صفوفهم". ونقلت منظمة العفو الدولية عن شقيق أحد المجندين قوله إن "الأطفال يجدون متعة في إطلاق النار من بنادق الكلاشنيكوف والمسدسات وارتداء بذلات عسكرية"، مضيفا أن الحوثيين يقولون إن أعداد مقاتليهم في الجبهات قد تراجعت، لذلك فإنهم يطوفون على الأسر لأخذ فرد من كل واحدة منها، وإذا قتل أحدهم فإن جماعة عبدالمالك الحوثي تمنحهم راتبا شهريا وبندقية لضمان صمت الوالد. وحسب منظمة العفو الدولية، فإن الكثير من العائلات تخشى من أن يطال الانتقام أطفالها الذين أخذهم الحوثيون أو أبناءها الآخرين إن هي تحدثت علانية عن عمليات التجنيد. ودعت سماح حديد المجتمع الدولي إلى "توفير الدعم لإعادة التأهيل الاجتماعي والإدماج للأطفال الذين تم تسريحهم من الخدمة العسكرية".