إثر انتعاش إنتاج النفط خارج منظمة "أوبك" على الدول الطامحة للاستفادة من قرارات اجتماع فيينا والجزائر، التي قد يتم إعادة مراجعتها عبر اللجوء لخيار تمديد اتفاق خفض الإنتاج النفطي من أجل الحفاظ على تعافي أسعار الخام، في ظل الشكوك التي تحوم حول جدية التزام العراق باتفاق خفض الإنتاج، والمخاوف التي تساور عدد من الدول من تبدد مسعاها في التخلص من تخمة المخزونات. وتطرح على طاولة منظمة "أوبك" فرضية تمديد اتفاق تقييد الإمدادات القائم حاليا، من أجل الحفاظ على تعافي أسعار الخام في ظل انتعاش الإنتاج خارج المنظمة. وأمام هذا الوضع يرى مراقبون أن الذهاب إلى هذا الخيار قد يشكل معضلة كبيرة لمنظمة "أوبك" في خضم تصريحات المنتجين الأخيرة التي تشير إلى أن تمديد العمل بهذه السياسة يتوقف على التعاون. في حين ربط آخرون انخفاض مخزونات الخام العالمية صوب متوسطها في خمس سنوات، مرهون بضرورة رفع أوبك تخفيضاتها وتحديد حصة للأعضاء الذين تم استثناؤهم، ناهيك عن ضرورة كبح إجمالي إنتاج أوبك عند المستوى الحالي البالغ نحو 32.1 مليون برميل يومياً بما يقل عن المستوى البالغ 32.5 مليون برميل يومياً الذي من شأنه أن يعيد التوازن للسوق هذا العام، وهذا متوقف على هدف أوبك الرئيسي الحفاظ على أسعار الخام فوق 40 45 دولاراً للبرميل، مما يجعل التمديد التلقائي للاتفاق الحالي قد يكون كافياً. ورجح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أن يتقرر تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الذي توصلت إليه منظمة البلدان المصدرة للبترول إذا ظلت المخزونات فوق المتوسط، أكد خالد الفالح في مقابلة مع "بلومبرج" أن العلاقات الأمريكية السعودية متوافقة "تماماً" وأن البلدين بحاجة إلى سعر نفط مستقر. وقال تقرير، إن السعودية ستراجع إستراتيجية النفط منتصف الربع الثاني من العام، وستقوم بما يلزم من أجل قوة القطاع لتبقى فرضية تمديد اتفاق تقييد الإمدادات القائم حاليا مطروحة بقوة، لاسيما بعد استطلاع الرأي الذي قامت به رويترز لمحللين في السوق أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ستحتاج لتمديد اتفاق خفض إنتاجها النفطي من أجل الحفاظ على تعافي أسعار الخام في ظل انتعاش الإنتاج خارج المنظمة والذي قد يبدد أثر جهودها الرامية للتخلص من تخمة المخزونات، وقال ستة من بين عشرة محللين إنهم يعتقدون أن أوبك ستمدد اتفاق تخفيض الإنتاج بعد جويلية المقبل. بينما يرى اثنان أن المنظمة ليست بحاجة للتمديد في حين لم يحسم اثنان آخران رأيهما.