حجيمي: الأئمة نجحوا في التهدئة ويمكنهم المشاركة في الحياة السياسية وجهت الحكومة بوصلتها نحو الأئمة لمواجهة الظواهر السلبية التي تؤرق سكينتها وتخشى من تداعياتها على المشهد السياسي، واستنجدت بهم في ظل عجز مؤسسات اخرى وجمعيات المجتمع المدني عن التواصل مع المواطنين، حيث وضعت الحكومة، الأئمة، كحجر زاوية في برنامج محاربة الاحتكار والتبذير وحتى التحسيس بأهمية الانتخابات وإنجاح الموعد، بعد أن أثبتت منابر المساجد دورها في التهدئة، خاصة في احداث غرداية واحتجاجات الجنوب، مثلما جندت لمحاربة التطرف. وتتجه الحكومة نحو إعادة الإعتبار لدور المساجد والأئمة وتوسيع دورهم في المجتمع في ظل اتساع الهوة بين المواطنين ومختلف المؤسسات الحكومية بعد أن كانت المساجد تعيش على هامش دينامكية الحياة الاجتماعية، حيث قررت الحكومة وعلى لسان عدد من مسؤوليها جعل الإمام يلعب دورا محوريا في التغيير الاجتماعي وإشراكه في قلب التغيرات الجديدة والأحداث التي فشلت مؤسسات اخرى وجمعيات المجتمع المدني في مواجهتها، حيث دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، منذ أيام، الأئمة إلى مرافقة مؤسسات الجمهورية في محاربة المضاربة خلال رمضان، حيث تعرف أسعار المواد الغذائية ارتفاعا بفعل ممارسات بعض التجار بسبب الاحتكار، وحثهم على فضح التجار الذين يستغلون هذه المناسبة الدينية، مؤكدا على ضرورة إدخال ثقافة الرحمة وإقناع التجار بتخفيض الأسعار. كما طالب الأئمة بدعوة المحسنين من المقاولين والشركات للمشاركة في العمل التضامني خلال رمضان، حيث بإمكانهم حسبه فتح مطاعم الرحمة على أن يتم إعادة صياغة هذه التجربة لتكون لصالح العائلات المعوزة، ذلك أن بعض هذه الأخيرة لا يمكنها مد يدها والتوجه لهذه المطاعم. وفي السياق نفسه يعول والي العاصمة على دور الأئمة في محاربة ظاهرة التبذير والإسراف التي تتفاقم في شهر رمضان، حيث دعا الأئمة إلى التجند عبر الخطاب المسجدي من اجل محاربة الظاهرة وحث المواطنين على تفادي الإسراف والتبذير. ويأتي اهتمام السلطة بالأئمة والمساجد من أجل محاربة الظواهر السلبية على اعتبار أن الإمام هو أفضل من يستطيع محاربة مختلف السلبيات ويفوق دوره دور وسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية، كون الإمام له تأثير مباشر على الناس، وفي الوقت نفسه هو أفضل وسيط لنقل الأفكار للمواطنين. ويرى رئيس النقابة الوطنية للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية، جلول حجيمي، أن المسجد يمكن أن يؤدي كل الأدوار الحضرية، وقال "تأكدوا أن المسجد لا يزال له دور عظيم في المجتمع"، موضحا بأن الأئمة يمكنهم المساهمة في كل خير للبلاد وأن يلعبوا دورا محوريا في محاربة مختلف الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي يوحي تفاقمها وكأن المجتمع بعيد عن دينه، خاصة في ظل تغير ميكانزيمات الخطاب المسجدي، وتابع حجيمي الإمام ساهم في مختلف عمليات التهدئة ضد الاحتجاجات التي شهدتها الجزائر وفي مختلف الظروف، خاصة في حال المساس باستقرار الجزائر. وعليه يرى حجيمي أنه بالنظر لهذا الدور من حق الأئمة المشاركة في الحياة السياسية.