اختلفت الروايات بشأن الدوافع التي جعلت الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ''يصمد'' أمام تزايد دعوات الشارع لرحيله، أو ''تأجيله'' لهذا التنحي. وفي الأثناء، تكشف مصادر استخباراتية غربية أن مبارك كان خلال أيامه الأخيرة يلعب على ورقة الوقت ليس إلا، حيث أنه استغل أيام الاحتجاجات الثمانية عشر التي أسقطته لتحويل ثروته الضخمة إلى حسابات خارجية يستحيل تتبعها. وتؤكد صحيفة ''دايلي تلغراف'' نقلا عن ذات المصادر، أن مبارك متهم بجمع ثروة تقدر بنحو 5 مليارات دولار، رغم أن البعض يرى أنها يمكن أن تبلغ أكثر من 65 مليار دولار، خلال فترة حكمه التي دامت ثلاثين سنة. وهناك زعم بأن ثروته موزعة في بنوك أجنبية واستثمارات وسبائك ذهب وممتلكات في لندن ونيويورك وباريس و''بيفرلي هيل''. وعندما علم بقرب سقوطه حاول وضع ثروته بعيدا عن التحقيقات المحتملة. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات السويسرية أعلنت أنها جمدت أي أصول يحتمل أن يكون مبارك وأسرته قد وضعوها في بنوكها، وأن الضغط يزداد على بريطانيا لتحذو نفس الحذو. ويذكر أن مبارك كانت له اتصالات قوية بلندن، ويُعتقد أن هناك ملايين الدولارات مخبأة في بريطانيا. وفي السياق ذاته، تشير مصادر استخباراتية إلى أن ثروة مبارك يمكن تتبعها بسهولة عن طريق التعاملات التجارية لابنه جمال مبارك الذي عاش ذات مرة في منزل من ستة طوابق في حي ''بلغرافيا'' في وسط لندن، وعمل في القطاع المصرفي قبل إنشاء شركة استثمار واستشارات في لندن، ثم استقال وهو مدير للشركة قبل عشر سنوات. وقد صنع مبارك من ابنيه مقاولين لأي شركة كانت تسعى لإقامة نشاط تجاري في مصر، حيث كانا يفرضان نفسيهما كشريكين. ويقال إنهما كانا يتقاضيان حصة ما بين 20 و50 بالمائة لإقامة أي مشروع. من ناحية أخرى، أكدت مصادر سياسية مصرية أن وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي قدم للرئيس السابق حسني مبارك ضمانات كاملة باسم المؤسسة العسكرية بحمايته هو وعائلته ووضعهم تحت حراسة الجيش وليس الحرس الجمهوري أو القوات الأمنية خلال إقامتهم في شرم الشيخ أو القاهرة في حال فكر مبارك في العودة إليها بعد ذلك؟ .ونقلت صحيفة ''الدار'' الكويتية في عددها الصادر أمس عن المصادر قولها إن ''مبارك طلب من طنطاوي ضمانات بعدم اتخاذ أي إجراءات ملاحقة قانونية وأمنية بحقه وحق عائلته في أي وقت''، مضيفة أن اتفاقا تم بين مبارك وطنطاوي ورئيس الأركان المصري الفريق سامي عنان بحضور عمر سليمان ظهر الجمعة الماضي قبل مغادرة مبارك القاهرة في الساعة الثانية وعشر دقائق ألا يتم الاستغناء عن عمر سليمان وتحضيره من قبل المؤسسة العسكرية المصرية لانتخابات الرئاسة المقبلة''. ونسبت الصحيفة الكويتية إلى المصادر السياسية المصرية قولها ''إنه في صباح يوم الجمعة قرر الرئيس مبارك تجهيز طائرة الرئاسة الكبرى واستدعى عمر سليمان والمشير طنطاوي وأبلغهما بقراره الأخير بالسفر إلى شرم الشيخ للإقامة والعيش هناك لمدة شهرين هو وعائلته''.