اعتبر البروفيسور عبد الحفيظ أوراق، المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، أن ضعف قطاع المناولة في الجزائر يمثل أحد أسباب تواضع أداء الاقتصاد الجزائري، وذلك بسبب ضعف البحث العلمي في هذا المجال. وأشار ذات المتحدث إلى النقص الفادح في بعض ميادين المناولة الأساسية والاستراتيجية على غرار ''التلحيم أي الحدادة'' في المشاريع الكبرى، وهو ما تبرزه الأرقام، التي تؤكد أن المؤسسات الأجنبية في هذا الميدان تُغطي 98 بالمائة من السوق الوطنية ونسبة 2 بالمائة فقط من المؤسسات وطنية. كما كشف البروفيسور أوراق أن ''المناولة تُكلّف شركة ''سونطراك'' على سبيل المثال 7 ملايير دولار سنويا، في حين أنه يمكن تقليص هذه التكلفة من خلال فتح المجال للمناولة الوطنية وبالتالي توفير مناصب الشغل. هذا ويبرز دور المناولة الصناعية في تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة لديها، والتصرف الدقيق والمحكم في وسائل إنتاجها، كما تلعب دورا أساسيا في تنمية وتنظيم النشاط الإنتاجي في الوحدات الصناعية ورفع قدرتها الإنتاجية والتنافسية، وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي. كما تساهم بشكل غير مباشر في تشغيل اليد العاملة الوطنية وبالتالي تقليص نسبة البطالة. كما تعتبر المناولة عملية تكلف بواسطتها مؤسسة، مؤسسة أخرى بتنفيذ إنتاج معين لصالح الأولى والتي تسمى في هذه الحالة بالآمرة، وتسمى المؤسسة المنتجة بالمناولة. وأكد البروفيسور أوراق أن هناك الكثير من التخصصات اليوم بإمكانها توفير مئات مناصب العمل، وفي هذا الإطار، كشف أن هيئته تعمل منذ إنشائها على إيجاد وسائل تحويل الإمكانيات المتاحة والإنتاج العلمي إلى قيمة تكنولوجية، مشيرا في هذا الخصوص إلى وضع ثلاث هيئات من أجل القيام بهذه المهمة أبرزها إنشاء خلايا للتقييم على مستوى كل جامعة، تقوم بتقييم مشاريع الطلبة المتخرجين ومرافقتهم وحتى تمويلهم في تطوير هذه المشاريع والاستثمار فيها.