قبل أيام قليلة على انتهاء الحملة الدعائية للأحزاب السياسية ال 21 في ولاية عين الدفلى، المشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة يوم 4 ماي الداخل، استعرت بشكل لافت حدة التوتر بين انصار القوائم الانتخابية المشاركة في هذا المعترك التشريعي وبدأت بوادر المنافسة الشرسة في الظهور منذ يومين في عاصمة الولاية، خميس مليانة، العطاف وسيدي لخضر وجندل على الحدود المشتركة مع ولاية المدية، وفي المناطق التابعة لها في الضواحي إلى غاية بلدية بئر ولد خليفة. هذه الحملات المكثفة التي تزامنت مع اقتراب نهاية الحملة الانتخابية، تسببت في خلق جو من التوتر بين العديد من مريدي القوائم الانتخابية وقد تسببت أيضا في حدوث مشاحنات وشجارات بين بعض أنصار هذه الاحزاب، إذ تعرض رأس قائمة جبهة التحرير الوطني محمد ناجم، لمضايقات من طرف أنصار حزب آخر بخميس مليانة، التي ينظر اليها انها اهم وعاء للأرندي قياسا برأس قائمته مصطفى ناصي المنحدر من خميس مليانة وأحد مستشاري أويحيى، كما أن الأفلان فشل في عقد لقاءات جوارية في هذه المدينة الكبيرة التي يتجاوز عدد المسجلين على مستوى دائرتها الانتخابية حدود 250 ألف مسجل، وهو الوعاء الذي تتنافس عليه عديد الأحزاب، بما أن الفتور يبقى يطبع مناطق عاصمة الولاية. كما تعرضت مركبة تابعة لموكب الحزب العتيد للرشق بالحجارة في بلدية العطاف من قبل مريدي تشكيلات سياسية مجهولة، وهو ما تم التبليغ السريع عن وقائع الحادثة على مستوى مصالح أمن الدائرة. وأبرقت مصادر حزبية ل«البلاد"، أن مشاحنات وقعت بين أنصار الارندي والأفلان، في أحياء متفرقة ببلدية عين الدفلى، على خلفية حرب الملصقات، التي أخذت بعدا إجراميا على طول الخط، بدليل لجوء كل حزب إلى تجنيد مريديه لإلصاق لوائحه في مواقع مخصصة للحزب الأخر، حيث كادت خلالها الامور أن تتطور إلى وقوع مشاجرات عنيفة وسقوط أشخاص بإصابات، وهو ما اعترض عليه السكان الذين أبدوا مطلق امتعاضهم حيال هذه "الحروب الليلية" التي أفقدت مصداقية الحملة الدعائية، في ظل توظيف "بلطجية" للقيام بحملة الملصقات وتبادل السباب العلني واستعمال مختلف الأسلحة البيضاء للدفاع عن انفسهم في شكل حرب عصابات احياء. وحسب المصادر ذاتها، فإن الأحياء القريبة من البريد المركزي وديوان الترقية والتسيير العقاري والحي الاداري، اشتكت كثيرا من الضجيج المتواصل التي تطلقه مكبرات صوت أنصار هذه الاحزاب الذين يستأجرون العديد من المحلات بلا وازع قانوني. ويخشى متتبعون للمشهد الدعائي بمدينة عين الدفلى، من خطورة وقوع اصطدامات بين أنصار الاحزاب السياسية خلال الايام القليلة المقبلة، خاصة أن الايام الاخيرة تشهد حملات مكثفة وكثيرة بمجموعة من الاحياء في عاصمة الولاية وخميس مليانة والعطاف، باعتبارها المدن التي يعول عليها عديد المرشحين للتنافس على المقاعد البرلمانية ال11. وحسب المصادر نفسها، فإن أغلب المرشحين في قوائم كبيرة وصغيرة، هي الوجوه نفسها التي تترشح كل مرة ومشهود بعدم نزاهتها وهناك بعض المرشحين الجدد ترشحوا هروبا من المتابعات القضائية لتورطهم في فضائح مالية على مستوى بلدياتهم ومقاولاتهم، واختتم المصدر قوله، بأن بعض القوائم التي تتبارى على الحصة البرلمانية للولاية، كلفتها الحملة الانتخابية التي توشك على الانقضاء أكثر من 3 ملايير على مستوى القائمة الواحدة من خلال صرف عشوائي على حرب الملصقات ومنح اموال هنا وهناك للجان الاحياء غير الفاعلة وتوزيع مشبوه للأموال على جمعيات رياضية طمعا في أصوات منخرطيها.