أكد الوزير الأول عبد المالك سلال هذا الخميس بتمنراست خلال تدشينه لمحطة إزالة الشوائب المعدنية بعين صالح على أن هذا المشروع يعد واحدا من أكبر العمليات التنموية التي جسدتها الجزائر بقرار من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يعرف جيدا إشكالية الماء بهذه الولاية . وقال عبد المالك سلال -خلال زيارته التفقدية لولاية تمنراست التي تندرج في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة- إن الدراسات أكدت انعدام المياه الجوفية بولاية تمنراست مما فرض تجسيد هذا المشروع الهام والإستراتيجي . وشدد في السياق ذاته على ضرورة السهر على صيانته ومتابعته دوريا بهدف تجنب الاضطرابات والإنقطاعات في توزيع المياه وهي ''مسألة تحمل بعدا ذي صلة بالأمن الوطني'' على حد تعبيره. واستهل الوزير الأول هذه الزيارة من الولاية المنتدبة عين صالح (750 كلم شمال تمنراست) بتدشين محطة لإزالة الشوائب المعدنية الواقعة على بعد نحو 100 كلم من عين صالح ،وتصل طاقة مياه الشرب المنقاة بطريقة التناضح العكسي بهذه المنشأة المائية إلى 50.000 متر مكعب /يوميا قابلة للزيادة إلى 100.000 متر مكعب / يوميا والتي ستوفر ماء شرب خالي من المعادن (أقل من 6ر0 غرام/اللتر الواحد) لفائدة سكان عين صالح وتمنراست والقرى المجاورة لهما . ضرورة رفع إنتاج الغاز وإعطاء الأولوية لتشغيل أبناء الجنوب كما شدد عبد المالك سلال خلال -تدشينه لمصنع معالجة الغاز بمنطقة حاسي مومن الواقع على بعد 43 كلم من عين صالح بطاقة انتاج 14 مليون متر مكعب-على ضرورة رفع إنتاج الغاز داعيا أيضا إلى التخلص من النظرة التقليدية في ما يخص الصناعات الغازية التي تعتمد على " الضخ والتصدير فقط " حاثا على ضرورة التوجه نحو نظرة جديدة في الصناعات البتروكميائية . وتسمح هذه النظرة الجديدة – يضيف سلال-- بعدم الاعتماد نهائيا على تصدير طاقة الغاز كمادة خام ولكن على صناعة بتروكميائية "التي تحمل قيمة مضافة" مشيرا إلى أن هناك ضرورة ملحة لتتجه الجزائر نحو اقتصاد ناشئ في القرن ال21 وذلك تطبيقا لقرارات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وخلال تبادل أطراف الحديث مع عمال وإطارات المصنع وأغلبهم من ولايات الجنوب أكد سلال " أن هذه هي سياسة الدولة التي تعتمد على تشغيل أبناء الجنوب " داعيا مسؤولي هذه المنشأة الطاقوية بالمناسبة لتغطية احتياجاتهم من خلال تشغيل اليد العاملة وخريجي الجامعات بالجنوب والإستعانة بالتوظيف من ولايات أخرى في حالة الضرورة. وسيضع حيز الخدمة مشروع الكهرباء الريفية بمنطقة الساهلة الغربية (عين صالح) و مشروع التوزيع العمومي للغاز الطبيعي قبل أن يعاين محيط فلاحي (1.600 هكتار) بإقليم بلدية فقارة الزوي (35 كلم من عين صالح). سلال يضع قيد التشغيل مشروع الكهرباء الريفية وتوزيع الغاز هذا وشدد الوزير الأول خلال وضعه قيد التشغيل لمشروع الكهرباء الريفية والتوزيع العمومي للغاز الطبيعي بمنطقة الساهلة الغربية على بعد 10 كلم غرب الولاية المنتدبة عين صالح على ضرورة ضمان التغطية عبر كافة هذه المنطقة الشاسعة التي تعد منطقة غازية . ويندرج مشروع الكهرباء الريفية ضمن المخطط التنموي (2010-2014) وهو ثمرة عملية ثلاثية تشمل مساهمة الدولة (75 في المائة) ومؤسسة سونلغاز (25 في المائة) والمستفيد (5.000 دج) ويضم ثماني (8) مراكز كهرباء حسب البطاقة التقنية للمشروع . استمرار تقديم الدعم للفلاحين وبذل كل الجهود لتنويع مصادر البلاد خارج المحروقات هذا وأكد سلال لدى معاينته لمحيط فلاحي ببلدية فقارة الزوى على بعد 35 كلم من عين صالح أن الدولة تستمر في تقديم الدعم للفلاحين وتوفير لهم كل الإمكانيات بما ذلك طاقة الكهرباء. واستغل الوزير الأول المناسبة لإبراز الجهود التي تبذلها السلطات العمومية التي -كما قال- تتجه نحو تنويع مصادر البلاد خارج المحروقات بما يسمح "بالمحافظة على القدرة الشرائية للمواطن من خلال إنشاء الثروة والمحافظة على الشغل". هذا ويعلق سكان ولاية تمنراست آمالا كبيرة على زيارة الوزير الأول حيث عبر بعضهم عن أملهم في تصريح لإذاعة الجزائر من تمنراست أن تساهم هذه الزيارة في الدفع بعجلة التنمية بالولاية وتلبية انشغالاتهم وفي مقدمتها توفير مناصب شغل والمرافق العمومية.