شدّد الوزير الأول، عبد المالك سلال، الخميس، على ضرورة رفع إنتاج الغاز، داعيا أيضا إلى التخلص من النظرة التقليدية في ما يخص الصناعات الغازية التي تعتمد على "الضخ والتصدير فقط" حاثا على ضرورة التوجه نحو نظرة جديدة في الصناعات البتروكميائية. وقال سلال، خلال تدشينه لمصنع معالجة الغاز بمنطقة حاسي مومن بعين صالح بطاقة إنتاج 14 مليون متر مكعب، إن هذه النظرة الجديدة تسمح بعدم الاعتماد نهائيا على تصدير طاقة الغاز كمادة خام ولكن على صناعة بتروكميائية "التي تحمل قيمة مضافة"، مشيرا إلى أن هناك ضرورة ملحة لتتجه الجزائر نحو اقتصاد ناشئ في القرن ال21 وذلك تطبيقا لقرارات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. ولدى تبادله أطراف الحديث مع عمال وإطارات المصنع وأغلبهم من ولايات الجنوب، أكد سلال "أن هذه هي سياسة الدولة التي تعتمد على تشغيل أبناء الجنوب"، داعيا مسؤولي هذه المنشأة الطاقوية بالمناسبة لتغطية احتياجاتهم من خلال تشغيل اليد العاملة وخريجي الجامعات بالجنوب والإستعانة بالتوظيف من ولايات أخرى في حالة الضرورة. وسيضع حيز الخدمة مشروع الكهرباء الريفية بمنطقة الساهلة الغربية (عين صالح) ومشروع التوزيع العمومي للغاز الطبيعي قبل أن يعاين محيط فلاحي (1.600 هكتار) بإقليم بلدية فقارة الزوي (35 كلم من عين صالح). من جهة أخرى، وخلال وضعه قيد التشغيل لمشروع الكهرباء الريفية والتوزيع العمومي للغاز الطبيعي بمنطقة الساهلة الغربية على بعد 10 كلم غرب الولاية المنتدبة عين صالح، شدد الوزير الأول على ضرورة ضمان التغطية عبر كافة هذه المنطقة الشاسعة التي تعد منطقة غازية. ويندرج مشروع الكهرباء الريفية ضمن المخطط التنموي (2010-2014) وهو ثمرة عملية ثلاثية تشمل مساهمة الدولة (75 في المائة) ومؤسسة سونلغاز (25 في المائة) والمستفيد (5.000 دج) ويضم ثماني (8) مراكز كهرباء حسب البطاقة التقنية للمشروع. ويستهدف مشروع التوزيع العمومي للغاز الطبيعي المدرج ضمن نفس المخطط أيضا 507 سكن بشبكة توزيع تمتد على مسافة 17.07 كلم وأخرى للنقل على طول 4.08 كلم، ويندرج المشروعان في إطار جهود ترقية الإطار المعيشي للمواطن وتحسين نسبة التغطية بالمواد الطاقوية. قبل ذلك، وخلال تدشينه لمحطة إزالة الشوائب المعدنية بعين صالح، أكد الوزير الأول، عبد المالك سلال على أن هذا المشروع يعد واحدا من أكبر العمليات التنموية التي جسدتها الجزائر بقرار من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يعرف جيدا إشكالية الماء بهذه الولاية. وقال سلال إن الدراسات أكدت انعدام المياه الجوفية بولاية تمنراست مما فرض تجسيد هذا المشروع الهام والإستراتيجي . وشدد في السياق ذاته على ضرورة السهر على صيانته ومتابعته دوريا بهدف تجنب الاضطرابات والإنقطاعات في توزيع المياه وهي ''مسألة تحمل بعدا ذي صلة بالأمن الوطني'' على حد تعبيره. واستهل الوزير الأول هذه الزيارة من الولاية المنتدبة عين صالح بتدشين محطة لإزالة الشوائب المعدنية الواقعة على بعد نحو 100 كلم من عين صالح، وتصل طاقة مياه الشرب المنقاة بطريقة التناضح العكسي بهذه المنشأة المائية إلى 50.000 متر مكعب /يوميا قابلة للزيادة إلى 100.000 متر مكعب / يوميا والتي ستوفر ماء شرب خالي من المعادن (أقل من 0.6 غرام/اللتر الواحد) لفائدة سكان عين صالح وتمنراست والقرى المجاورة لهما.