بين العالم الافتراضي والعمل الحكومي، ينتقل عدد من وزراء حكومة تبون في حراك متواصل لمد الجسور مع الناس عبر حسابات خاصة على تويتر والفايسبوك، في إطار إستراتيجية جديدة للتواصل مع المواطن الذي يعاني في كثير من الأحيان من صعوبة كبيرة في إيصال صوته للمسؤولين. والأمر نفسه ينطبق على الوزير نفسه الذي يجد صعوبة في الترويج لبرنامجه وخطته بسبب الحواجز الرسمية، هذه الآلية تساعد أيضا في تلقي اقتراحات الناس والاستماع إلى مشاكلهم مباشرة بعيدا عن التقارير المغلوطة وتجاوز إكراهات البرتوكولات، ليصبح الوصول إلى الوزراء عبر الفيسبوك أسهل بكثير من الواقع. زهية رفع
زمالي يكسر البروتوكول ويذيب الجليد بين مؤسسات الدولة والمواطنين نجح وزير التشغيل والعمل والضمان الاجتماعي الجديد مراد زمالي في كسر طابو الوزير صاحب العرش العالي البعيد عن اهتمامات الناس حيث قام مباشرة بعد استلام مهامه بفتح حساب خاص به على صفحة التويتر والفيسبوك، من أجل التقرب من قطاعه والوقوف على مستجداته أكثر مع المواطنين المتابعين، حيث كانت إطلالته الأولى عبر بشرى حملها لفائدة المتقاعدين، والمتعلقة بقرار رئيس الجمهورية زيادة رواتبهم بنسبة 2.5 بالمائة، حيث لقي الخبر تفاعلا قويا مع صفحة الوزير الذي ظل على تواصل مع المتابعين الذين بلغ عددهم حاليا 15 ألف متابع وتقريبا العدد نفسه من المعجبين بالصفحة التي تضمنت تفاعلا بينه وبين المتابعين الذين باركوا جهوده ومنهم من استغل الصفحة لنقل انشغالات عن القطاع، وحتى الدعوة لفتح تحقيقات في بعض المديريات. ولأن الوافد الجديد للقطاع أطلق خطة جديدة في عمله لم يكن ينتهجها سابقه فقد لقيت استحسان الكثير من المتابعين. بدوي رجل الإدارة الإلكترونية والفايسبوك شكلت صفحة وزير الداخلية نور الدين بدوي على الفيسبوك فضاء لنقل انشغالات المواطنين والتواصل مباشرة مع الوزير الذي لديه رؤية حديثة لاستعمال التكنولوجيات الجديدة كما ثبت في تحديث الإدارة الجزائرية ونقلها نحو الرقمنة. بدوي تلقى الكثير من انشغالات مختلف الفئات كأعوان الحرس البلدي وغيرهم، وأبرز كل تفاصيل العمل الذي تقوم به الوزارة فيما يخص الإدارة الإلكترونية وكذا الزيارات الميدانية وما تخللها من لقاءات، فضاء الفيسبوك كان فرصة لبدوي لتلقي التعليقات ومنها تشكيل مقترحات وخلفية حقيقة عن واقع القطاع. عيسى يدير القطاع من وراء جداره الأزرق يعد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى من أنشط الوزراء على مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحته الرسمية التي تعد الأكثر شعبية بين باقي أعضاء الحكومة، وحظي بمتابعة أزيد من 16 ألف متابع وإعجاب 15754 حيث استطاع عبر هذه الصفحة كسب شريحة كبيرة من المواطنين، سواء من المؤيدين لآرائه وأفكاره أو من المعارضين له، وتشكل صفحة الوزير فضاء لطرح كل تفاصيل القطاع ومستجداته سواء ما تعلق بالحج أو العمرة أو المسابقات وكشف قرارات الوزارة... والرد على المعارضين والمهاجمين ما جعلها ذات تفاعلية بالمقارنة مع باقي صفحات الوزراء، إذ ينقل الأئمة وموظفو القطاع انشغالاتهم للوزير بشكل مباشر وفوري، ما من شأنه تمكين عيسى من الوقوف على حقيقة ما يجري في القطاع. ... ووزراء "يحرمون" الفايسبوك رغم توجيهات السلطات العليا في البلاد بضرورة اقتحام مجال الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي لما لها من أهمية قصوى في التواصل المباشر مع المواطنين والاستماع إلى انشغالاتهم ومشاكلهم، غير أن العديد من الوزراء مازالوا يفضلون العمل بعيدا عن أضواء المواقع الإلكترونية ودون أن يتيحوا الفرصة للناس للوصول إليهم مباشرة. اذ يفضل هؤلاء الاعتماد على الأسلوب الكلاسيكي ويحجبون أنفسهم عن التواصل في تلقي شكاوى المواطنين والدخول معهم في حوار مباشر ويفضلون النأي بأنفسهم عن صفحات كثيرا ما تحرجهم. فهل يواصل الوزير الأول عبد المجيد تبون سياسة سلفه عبد المالك سلال في الحضور القوي على مواقع التواصل الاجتماعي وحث الوزراء على القيام بالشيء نفسه؟