عكس كثير من دول العالم العربي والاسلامي، وأيضا دول العالم، بقيت الجزائر بعيدة عن "الواقع الجديد" الذي فرضته التكنولوجية والتقنيات الجديدة، وفي مقدمتها "الانترنت" وما يحفل به عالمها من مواقع "تواصل اجتماعي" أنشئت خصيصا لتسهيل عملية التواصل بين الأفراد، وأيضا بين المؤسسات والشركات وزبائنها، وحتى بين المسؤولين ومواطنيهم. في مصر مثلا، لا تكاد تجد شخصية سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو رياضية و فنية .. إلاّ وتمتلك حسابا خاصا على موقع "تويتر" أو صفحة رسمية على موقع "فيسبوك"، غير أنّ الجزائر مثّلت "الاستثناء" وبقي معظم المسؤولين من وزراء وسياسيين ورجال واطارات الدولة، وأيضا الشخصيات الوطنية والفكرية والثقافية والفنية والرياضية بعيدة عن عالم الانترنت .. وحتى المؤسسات الرسمية، مثل رئاسة الجمهورية ومؤسستي البرلمان ووزارات سيادية ومهمة وغيرها من المصالح والجهات لا تستعمل هذه التقنية التي اثبتت اكثر من مرة فعاليتها في عملية التواصل مع المواطنين. في كثير من دول العالم العربي، أصبحت وسائل الاعلام تستمد معلوماتها ومختلف مواقف الشخصيات السياسية والمسؤولين، وأيضا الأحزاب والمنظمات ( ... ) من خلال صفحاتهم الرسمية عبر موقع "الفيسبوك"، في حين ما تزال خدمة "الفاكس" سارية المفعول في الجزائر، في ظل التكنولوجيات الحديثة وعصر السرعة. لا يعرف أثر لصفحات خاصة بمؤسساتنا الحكومية على مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" و"التويتر"، فضلا عن صفحات خاصة لوزرائنا ومسؤولين في الدولة، وان كانت هنالك استثناءات قليلة.. على عكس حكومات أخرى عربية وغربية تعدت صفحات ومواقع المؤسسات، إلى صفحات ومواقع خاصة بكل وزير وسفير ورئيس ومسؤول، ليتواصل بشكل يومي مع الشعب ويتفاعل مع انشغالاته واستفساراته. وفي الوقت الذي أطلقت فيه دولة الإمارات العربية مثلا، مشروع الحكومة الذكية، للانتقال لمرحلة ما بعد الحكومة الإلكترونية، لا تزال الجزائر تتحدث عن حكومة إلكترونية، منذ زمن الوزير الأسبق بوجمعة هيشور الذي صدّع رؤوس الجزائريين بالحكومة الإلكترونية، ذهب وغادر وزارته وخلفه وزير آخر ولم يطرأ جديد في الموضوع ولا يزال إنجاز الحكومة الالكترونية على الورق فقط. وزراء كانوا "الاستثناء الوحيد" "Abdelmalek Sellal - عبد المالك سلال .. هل هي الصفحة الرسمية للوزير الأول؟ منذ ظهور صفحة "Abdelmalek Sellal - عبد المالك سلال" على موقع "الفيسبوك"، وكثير من رواده يتساءلون "هل هي الصفحة الرسمية للوزير الأول"، وحسب ما يدور من حديث بين النشطاء فإنّ الصفحة المعنية هي الصفحة الرسمية للوزير الأول عبد المالك سلال، يشرف عليها فريقه الاعلامي، غير أنّ هذه المعلومات لا يمكن ل "البلاد.نت" تأكيدها أو التأكد من صحتها. عمر غول .. الوزير "الناشط" فيسبوكيا يعتبر وزير النقل عمار غول، من أكثر الوجوه المعروفة "نشاطا" على مستوى موقع "الفيس بوك"، حيث تعرف صفحته الرسمية على الموقع الشهير متابعة كبيرة، باعتبار أن الصفحة من أنشط الصفحات، حيث تتابع كافة نشاطات الوزير وخرجاته الميدانية والاعلامية وغيرها. وزير السياحة .. ومحاولة كسر "القاعدة" مذ كان كاتب دولة لدى وزير السياحة، وهو ينشط على صفحته الرسمية في "الفيسبوك"، وواصل نشاطه بعد ترقيته لمنصب وزير السياحة... بل وذهب ابعد من ذلك وفتح اكثر من مرة قناة حوار مباشرة مع المواطنين عبر صفحته من اجل الاجابة عن انشغالاتهم. وزراء آخرون "لا يعرفون شيئا" عن الفيسبوك..! أما بقية الوزراء، فلا يكاد يعرف لهم أثر على مستوى موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، ويبقى السؤال: هل غيابهم ناجم عن جهلهم لمثل هذه التكنولوجية الحديثة وعدم معرفتهم بعالم الانترنت؟ أم لأسباب أخرى؟..