شهد مطار طرابلس الدولي أمس توافدا غير مسبوق لمختلف الجاليات العربية والأجنبية للعودة إلى بلدانها الأصلية بعد تدهور الوضع الأمني في البلاد، ووصول موجة الاحتجاجات إلى العاصمة الليبية التي تسيطر عليها القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وروت سيدة جزائرية في اتصال ب''البلاد'' طلبت عدم نشر اسمها. كيف أنها توجهت مساء أمس إلى المطار بعدما ظلت لأيام ملازمة بيتها ولا تخرج هي وعائلتها إلا للضرورة القصوى، غير أنها فوجئت بالمطار يعج بعشرات الآلاف من المسافرين ذوي جنسيات مختلفة، إلى درجة أنها لم تتمكن حتى من الدخول والاستفسار. وأضافت أن آلاف الجزائريين الراغبين في العودة لأرض الوطن، لا يزالون عالقين هناك في ظل قلة الرحلات والوضع الأمني المتدهور، ويناشدون الحكومة الجزائرية إجلاءهم بأقصى سرعة ممكنة. وأمام هذا الوضع، تضيف محدثتنا، اضطرت للعودة إلى بيتها وسط ظروف أقل ما يقال عنها إنها كارثية ومأساوية، في ظل الفوضى الأمنية التي تسود العاصمة طرابلس، وتبادل إطلاق النار المستمر بين الموالين للقذافي والمطالبين بإسقاط النظام. وفي السياق ذاته، كانت وزارة الخارجية قد أعلنت خلال الأيام الماضية عن تشكيل خلية أزمة لمتابعة وضع الجالية في ليبيا، إضافة إلى إجلاء ألف جزائري من هناك على متن أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية الجزائرية. وأوضح بيان لخلية الأزمة أنه يجري العمل على إجلاء باقي الرعايا الجزائريين المقيمين في ليبيا والمقدر عددهم بثمانية آلاف، في وقت لاحق. وفي الأثناء، اعتبر كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، حليم بن عطا الله، أن الرحلات الخاصة ستتواصل للإجلاء الاستعجالي لكل الجزائريين الراغبين في العودة، وذلك من خلال برمجة تتماشى مع عددهم، مشيرا إلى أنه تم تسجيل وفاة جزائري نتيجة أعمال العنف، فيما تعرض بعض الجزائريين لهجومات العصابات المسلحة التي تجول المدن، مستندا في ذلك إلى الشهادات المستقاة من العائدين. وبالنسبة للجزائريين الذين لا يزالون عالقين بليبيا؛ أوضح ذات المسؤول أنهم يوجدون حاليا في وضع صعب نتيجة غياب الأمن وتدهور الأوضاع، خاصة أولئك القاطنين خارج طرابلس والذين لم يتمكنوا من التنقل إلى السفارة أو القنصلية.