اشتملت قائمة السلبيات الطويلة، التي تنتج عن الاستخدام المبالغ فيه للهواتف الذكية، على إحداث تغيير بشكل كبير من طريقة السير في الشارع، إذ أصبحت طريقة سير الموظفين والشباب تشبه إلى حد كبير كبار السن والمتقاعدين، وهم يفحصون البريد الإلكتروني والرسائل أثناء التنقل. ووفقاً لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اكتشف العلماء أن الهواتف_المحمولة تجعلنا نمشي أكثر بطئا، مع خطوات مبالغ فيها، لتجنب العقبات التي يصعب رؤيتها بسبب التحديق في شاشات الهواتف. ويقول العلماء إن هذا التغيير في الخطوة يمكن أن يسبب مشاكل للظهر والرقبة على المدى الطويل. ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، التي أجريت بجامعة أنجليا روسكين في كامبريدج، إن خطوات #المشي بهذه الطريقة تكون مشابهة لخطوات شخص في الثمانينيات من عمره. ووجد الباحثون أن سرعة السير أثناء كتابة رسالة نصية تستغرق حوالي نصف سرعة أولئك الذين لا يستخدمون هواتفهم أثناء السير على الأقدام، إذ يجد هؤلاء صعوبة أكبر في البقاء في سيرهم على خط مستقيم، بينما هم مشغولون بكتابة الرسائل النصية. وتكون خطوات هؤلاء أقصر بمقدار الثلث، لأنها تعتمد على رؤيتهم الطرفية، لتجنب التعثر والسقوط، حيث تشتت الهواتف انتباههم. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة دكتور ماتيو تيميس: "نحن نرى الناس الذين يسيرون مع هواتفهم الذكية كمن بلغوا من العمر 80 عاما.. فإنهم يتحركون ببطء وحذر بخطوات قصيرة.. ويزيد الناس بشكل كبير من انحناء رؤوسهم، وينظرون إلى أسفل، عند قراءة أو كتابة رسالة نصية". وأضاف: "هذا يمكن أن يكون له تأثير على أسفل الظهر والرقبة". قام العلماء بتزويد 21 شخصاً بأجهزة تتبع العين وأجهزة استشعار (حساسات) لتحليل الحركة، بينما كانوا يتجنبون عقبة ما على جانب الطريق. وقاموا بفحص 252 من السيناريوهات المنفصلة، مع المشاركين الذين يمشون أثناء قراءة رسائلهم النصية، أو كتابة رسائل، أو التحدث في هواتفهم، أو يسيرون من دون هواتفهم على الإطلاق. وأشارت النتائج إلى أن كتابة الرسائل النصية كانت الأكثر ضرراً، حيث يتسبب في أن ينظر الناس إلى أسفل في هواتفهم، بنسبة 46% أو أكثر. وأدى ذلك بالناس إلى أن يمشوا بنسبة 118% أبطأ مما كانوا عليه بدون هواتفهم، مع أخذ خطوات أقصر بنسبة 38%. كما تبين أن الهواتف الذكية تمنع الناس من المشي في خط مستقيم، مما يجعلهم في خطر أكبر لاحتمالية الاصطدام مع المشاة القادمين في الطريق المقابل، أو الاصطدام بالمقاعد وأعمدة الإنارة بالشوارع. وهذا يزيد من الحاجة إلى الإبطاء من الخطوات، وأخذ المزيد من الحيطة أثناء المشي وأخذ بعض خطوات مبالغ فيها عند تجاوز عقبة ما في الطريق. وبدأت الصين بالفعل في تخصيص ممرات خاصة، بين مسارات المشاة، لأولئك الذين يستخدمون هواتفهم. وفي هولندا، تم استحداث إشارات المرور على الأرصفة خصيصاً لمستخدمي الهواتف الذكية، الذين يلتفتون دوما إلى أسفل، للنظر في هواتفهم.