فشل حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، مرة أخرى في تنظيم مسيرة بالعاصمة أراد هذه المرة أن تكون نقطة انطلاقتها بخلاف المرات السابقة من ساحة الشهداء، حيث حالت وحدات الأمن الجمهوري المعروفة بقوات مكافحة الشغب دون سيرها من ساحة الشهداء بالاتجاه المعاكس هذه المرة إلى ساحة الوئام المدني (أول ماي سابقا)، ولم يتمكن منتخبو ومناضلو الأرسيدي الذين لم يتجاوز عددهم المائة شخص من التجمع داخل الساحة، في حين غاب عن المسيرة كل الوجوه والتشكيلات الأخرى المنضوية تحت لواء التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية. بعد الشقاق والخلاف الذي حصل بين أعضائها في آخر اجتماع لها عقدته قبل أيام. وشهدت الساعات الأولى من نهار أمس تطويقا مكثفا لمداخل ومخارج ساحة الشهداء من قبل عناصر الأمن وقوات الأمن الجمهوري مدعمة بعربات كاسحات الصخور وشاحنات ضخ المياه، وقد سجل محاولة عدد من المتظاهرين السير عبر الطرقات الضيقة للساحة، إلا أن قوات مكافحة الشغب تدخلت لإجلاء المتظاهرين من الطريق الرئيسي لساحة الشهداء وحملهم على المغادرة. وشهدت المظاهرات مناوشات عنيفة بين عناصر الأمن والمتظاهرين، خصوصا مع صعود سعيد سعدي فوق سيارة شرطة من نوع ''نيسان'' للحديث إلى الحشد المحدود الذي أحاط به، إلا أن رفض هذا الأخير الاستجابة لطلب ضباط الشرطة النزول من فوق السيارة أدى ببعض عناصر الأمن إلى التدخل لمحاولة إنزاله رفقة حرسه الشخصي، الأمر الذي دفع عناصر الأمن إلى إنزاله بالقوة سقط إثرها زعيم الأرسيدي فوق بعض المحيطين به دون أن يسبب له ذلك أي نوع من الأذى. وخلال المواجهات بين عناصر مكافحة الشغب والمتظاهرين تعرض عضو في المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني من أجل الثقافة والديمقراطية محمد خندق لإصابة على مستوى جسده وتم إجلاؤه فورا إلى مستشفى مصطفى باشا من طرف الحماية المدنية التي كانت متواجدة في الساحة تحسبا لوقوع إصابات. واستمر عناصر مكافحة الشغب في تفريغ الساحة تارة باستعمال القوة التي لم يسلم منها حتى الصحافيين، حيث تعرض صحفي قناة ''فرانس ''24 كمال زايد للتعنيف رفقة عدد من الصحافيين ممن كانوا يحاولون تغطية المسيرة رغم تعليمات المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل لعناصر الأمن بضبط النفس وتفادي الاحتكاك العنيف بالمتظاهرين، في حين نجحت ليونة بعض عناصر الأمن وخصوصا الضباط منهم في إقناع المتجمهرين بإخلاء الطريق الرئيسي لساحة شهداء للسماح بمرور السيارات. وفي حدود الساعة العاشرة والنصف تشكلت مجموعتان من المتظاهرين الأولى من أنصار سعدي والثانية من سكان المنطقة والأحياء المجاورة الذين نزلوا للتعبير عن رفضهم ممارسات حزب الأرسيدي وإبداء تأييدهم الصريح للرئيس بوتفليقة. في حين لم تسجل مسيرات أمس أي توقيفات في صفوف المتظاهرين عكس مسيرة 12 فيفري الجاري التي اعتقل فيها عدد من المتظاهرين قبل أن يتقرر إطلاق سراحهم فيما بعد.