قال عدة فلاحي، الباحث في الإسلاميات، في تصريح ل«البلاد"، إن إتباع بعض الجزائريين للطوائف في الفترة الأخيرة، على غرار الطائفة الكركرية المعروفة في المغرب، لا يتعدى كونه حالات خاصة ومحدودة العدد، لكن هذا لا يدعو إلى تجاهل الأمر وتهميشه. وركز عدة فلاحي في حديثه على تأثر بعض سكان مناطق الغرب الجزائري بالبعد الصوفي كولاية غليزان ومستغانم، كما كشف لنا الباحث في الإسلاميات عن تأثر بعض الأساتذة والباحثين الجزائريين بالطائفة الكركرية، موضحا "العام الماضي توجه بعض الأساتذة والباحثين المعروفين في الجزائر للمغرب من أجل زيارة الشيخ الكركري خلال مرضه، وتعرفوا على الطريقة الكركرية هناك"، كما أضاف ذات المتحدث أن المغرب معروفة بحفاظها على النشاط الديني الصوفي وإعطائه أهمية بالغة، على عكس السلطات الجزائرية التي تخلت نوعا ما عن مرجعياتها الدينية، في الفترة الأخيرة، فتبناها غيرنا وخصصوا لها إمكانات ضخمة للتعريف بها ودراستها، مثلما يحصل في المغرب من تكريم للطريقة التيجانية حتى أصبح الشيخ التيجاني يعرف في العالم بكونه مغربي الأصل، رغم أنه جزائري ينحدر من ولاية الأغواط. وأرجع المستشار السابق لدى وزارة الشؤون الدينية ظهور مثل هذه الطوائف الدينية وانجراف بعض الجزائريين إليها، إلى "الفراغ الرهيب" الحاصل في المؤسسة الدينية، كما أضاف ذات المتحدث" هناك ضعف كبير في المؤسسة الدينية في الجزائر التي أصبحت مهامها إدارية فقط، فالكثير من مسؤولي مديريات الشؤون الدينية على مستوى الوطن يعانون من ضعف فكري وديني وضعف في التكوين جعلهم لا يقومون بدورهم في الحفاظ على المرجعية الدينية للجزائريين"، وهذا حسب ذات المتحدث مما جعل بعض الجزائريين يبحثون عن مرجعيات خارج الوطن، خاصة تلك التي يتم الترويج لها بإمكانات كبيرة، فالطبيعة تكره الفراغ".