سعت الأممالمتحدة إلى احتواء تداعيات تصريحات المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا التي أثارت غضب المعارضة السورية ودافعت عنها روسيا. وقال ستفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن حديث دي ميستورا حول "دعوة المعارضة السورية لإدراك أنها لم تفز بالحرب، قد أُسيئ تفسيره". وأضاف دوجاريك أن دي ميستورا "قصد في كلامه أن أحدا لا يمكنه الادعاء بفوزه في هذه الحرب".
وتابع قائلا "من المهم أن تستجيب الحكومة والمعارضة لنداءات المجتمع الدولي، فتظهر الحكومة استعدادا حقيقيا للتفاوض، وتقوم المعارضة بتعزيز وحدتها ومواقفها المشتركة بصورة تحقق المضي قدما في العملية السياسية وفقا للقرار 2154". من جهة أخرى، قال سفير روسيا لدى هيئات الأممالمتحدة في جنيف ألكسي بورو دافكين إن بلاده لا تتفق مع رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب في موقفه عن انهيار جهود المبعوث الدولي. وأضاف أن العملية السياسية التي يقودها دي ميستورا "يجب أن تستمر في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 2154، داعيا حجاب ومجموعة الرياض إلى "الكف عن انتقاد مجهودات دي ميستورا واتّباع خط تفاوضي يتماشى مع الحقائق السياسية والعسكرية في سوريا". وكان حجاب قد نشر عدة تغريدات على حسابه في تويتر انتقد فيها تصريحات دي ميستورا عن هزيمة المعارضة السورية، واعتبرها هزيمة للوساطة الأممية في تسوية الأزمة السورية. من جهته دعا رئيس وفد المعارضة السورية لجنيف نصر الحريري مجلس الأمن إلى التعامل مع منتهكي القرارات الدولية بسوريا وعلى رأسهم بشار الأسد كمجرمي حرب، وذلك في ضوء ما خلص إليه تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون. ووصف الحريري -خلال مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول- تصريحات دي مستورا بشأن عدم قدرة المعارضة على هزيمة النظام عسكريا بأنها "صادمة ومخيبة للآمال، وتتطابق مع الأجندة الروسية". وتأمل الأممالمتحدة -وفق ما أوضح دي ميستورا- بإطلاق جولة جديدة من مباحثات السلام بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية في أكتوبر بجنيف. واستضافت جنيف منذ عام 2014 جولات مفاوضات عدة بين طرفي النزاع، من دون أن تتمكن من إحراز تقدم حقيقي جراء التباين في وجهات النظر خصوصا بشأن مصير الرئيس الأسد. يُشار إلى أنه من المنتظر أن تستضيف أستانا ب كزاخستان محادثات أخرى الأسبوع المقبل يشارك بها كل من روسيا وإيران وتركيا، إلى جانب وفدين أحدهما يمثل المعارضة والآخر للنظام السوري.