انتقدت قيادات إسلامية وممثلون للجالية المسلمة في فرنسا، تصريحات فرانسوا كوبي، الأمين العام لحزب نيكولا ساركوزي، اتحاد الأغلبية الشعبية، والتي دعا فيها إلى ضرورة إلقاء خطبة الجمعة في مساجد فرنسا باللغة الفرنسية وذلك بمناسبة الحديث عن مشروع النقاش المقترح من قبل حزب الأغلبية حول العلمانية والإسلام، فقد اعتبر عميد مسجد باريس دليل بو بكر أن اللغة العربية في خطبة الجمعة تعد من الشعائر المقدسة للإسلام. وواصل عميد مسجد باريس متحديا الأمين العام لاتحاد الأغلبية الشعبية مذكرا بأن العديد من الديانات تمارس في فرنسا بلغاتها المختلفة على غرار الألمانية، اللاتينية والعبرية وغيرها من اللغات الأخرى غير اللغة الفرنسية، يقول عميد مسجد باريس الذي واصل في رده على كوبي، مؤكدا أن ذات اللغات تشكل جزءا لا يتجزأ من ممارسة الشعائر الدينية المختلفة في فرنسا. وردا على المشروع الفرنسي المثير للجدل والرامي إلى محاولة إيجاد ما أسموه بالإسلام الفرنسي، أشارت عدة فعاليات إسلامية بفرنسا إلى أن الديانات المختلفة في فرنسا لا يمكنها أن تقبل تدخلا في خصوصياتها من السلطات الفرنسية، خاصة بعد قانون 1905 الذي جاء بالقطيعة بين الكنيسة والدولة بتبني فرنسا العلمانية الفاصلة بين الدين والدولة. كما أكدت أن ما تسعى إليه باريس بقيادة ساركوزي أشبه ما يكون بالتقاليد الغالية التي دعت إلى فرنسة الكنيسة وإخضاعها لسلطة لويس الرابع عشر بدل الفاتيكان، قبل أن يجهض قانون 1905 المسعى بالإعلان عن العلمانية الفاصلة كما سبقت إليه الإشارة بين الدين والدولة. فيما تساءل عميد مسجد باريس إن كان كوبي يجرب في الإسلام ما فشل في الكنيسة، عندما أريد لها الانفصال عن سلطة الفاتيكان.