المضربون يقررون التخلي عن الحد الأدنى للخدمات والمناوبة دخلت قوات الأمن في مواجهات مع الأطباء المقيمين بمستشفى مصطفى باشا الجامعي وتحولت المسيرة السلمية للمضربين إلى مشادات عنيفة اسفرت عن جرحى واعتقالات في صفوف الأطباء. وانتشرت عناصر مكافحة الشغب منذ الساعات الاولى لنهار اليوم في محيط المستشفى تأهبا لأي طارئ واقامت حواجز امام البوابة الرئيسية. وكانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما بدأ آلاف المقيمين القادمين من مختلف ولايات الوطن في التجمع داخل الحرم الاستشفائي وكما جرت العادة منذ ازيد من شهرين تاريخ انطلاق الاحتجاجات، تحرك المحتجون في مسيرة هادئة ومحكمة التنظيم إلى أن وصلت الحشود إلى مدخل المستشفى، حيث اخذت الامور منعرجا خطيرا، إذ فاجأ الأطباء قوات الشرطة بقرار الخروج إلى الشارع. ولمنع المضربين من الخروح إلى الشارع، بدأ التدافع الذي سرعان ما تحول إلى اشتباكات بالايدي بين الفريقين واستمر الأطباء في الزحف وسط الصراخ بسبب حالات الاغماء وسقوط اول جريحين نقل احدهما على جناح السرعة إلى مستشفى لمين دباغين بعد تلقيه ضربة على الرأس وآخر تعرض لكسور فيما تم توقيف اطباء آخرين. في هذه الاثناء كان المارة والفضوليون من سكان العمارات المجاورة لمستشفى مصطفى باشا يتابعون أحداث "انتفاضة" الأطباء من الشرفات وساحة الوئام المدني بعدما منعتهم الشرطة من الاقتراب من البوابة الرئيسية وقامت بطردهم عنوة من عين المكان فيما أصيب المرضى وأهاليهم من الذين تنقلوا للمستشفى بالذهول لهول المنظر. والملاحظ أن التوتر كان مسيطرا بشكل لافت على قوات الشرطة بعد تعرض احد عناصرها لجروح جعلته ينزف دما، ما جعلها تتعامل مع الإضراب بطريقة استفزت المضربين، حيث تجددت المواجهات بين عناصر مكافحة الشغب والمحتجين في حدود منتصف النهار عندما دعا احد قياديي تنسيقية الأطباء المقيمين عبر مكبر الصوت الذي كان بحوزته زملائه الخروج إلى الشارع للتعبير عن الغضب وردت قوات الامن، أين سجلت على إثر ذلك حالات إغماء عند الطبيبات وجرحى نقلوا إلى الاستعجالات لتلقي الإسعافات الضرورية. على إثر هذه التطورات ولمواجهة أي انفلات للوضع، وصلت تعزيزات أمنية لمستشفى مصطفى باشا وشاحنة الماء الساخن فيما تم إغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى المستشفى لمنع خروج الأطباء ولا يزال احتجاج هؤلاء متواصلا لحد كتابة هذه الاسطر. وتأسف ممثل التنسيقية الدكتور محمد طايلب في اتصال هاتفي معه، للمعاملة التي تلقاها الأطباء امس، واصفا عملية "احتجاز" الأطباء بالخطيرة واضاف أن العديد منهم اعتقلوا وسيحال بعضهم على القضاء دون ان تحرك الوصاية ساكنا واشار في المقابل إلى أن المضريين بدءا من مساء امس تخلوا عن الحد الادنى للخدمات والمناوبة المضمونة عادة في الاضراب إلى إشعار آخر.