اختتمت أول أمس، فعاليات ندوة إطارات التحالف الرئاسي تحت عنوان ''الثورة الجزائرية: إرادة، انتصار ووفاء''، ولم يشر البيان الختامي إلى رغبة أحزاب التحالف في تقديم مشروع قانون أمام البرلمان يجرم فرنسا على ماضيها الاستعماري في الجزائر·الندوة التي شارك فيها أكثر من 500 إطار يمثلون أحزاب التحالف الثلاثة شهدت غياب الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى بسبب ما قيل عنه ''ارتباطات مهنية طارئة''، بالإضافة إلى تسجيل غياب وزراء حمس وغالبية وزراء الأفلان، باستثناء عمار تو، الطيب لوح، عبد القادر مساهل وموسى بن حمادي، فيما حضر عن الأرندي الوزيرة المنتدبة نوارة جعفر· كما شهدت الندوة مشاركة الأمين العام الأسبق للأفلان عبد الحميد مهري ورئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام والأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو· وافتتحت الندوة بتدخل الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم الذي أكد على واجب الجزائريين في فضح ممارسات الاستعمار الفرنسي وإدانتها وتجريمها مع مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الدولة الفرنسية لكي تعترف بماضيها الاستعماري في الجزائر· وأوضح بلخادم ''أننا لن نتراجع عن موقفنا هذا حتى تعترف فرنسا الرسمية عن جرائم فرنسا الاستعمارية'' لأن التاريخ كما قال ''لا يمكن تزييفه والحقائق لا ينبغي القفز عليها· وأشار في السياق نفسه إلى أن الاستعمار كظاهرة سياسية وعسكرية واقتصادية هو ''شيطان قائم بذاته'' وأنه ''ممارسة قذرة تخفي وراءها الكثير من الجرائم ومن أعمال التقتيل والتدمير تحت ستار الحضارة والتمدن، مضيفا ''نحن مطالبون بالعمل على فضح كل الممارسات الاستعمارية التي لا يمكن تصنيفها إلا في خانة الجرائم ضد الإنسانية'' ·من جهته، ثمن محمد الطاهر بوزغوب من الأرندي، انعقاد هذه الندوة، معربا عن أمله في أن تساهم في ''إثراء الذاكرة وفي شحذ الهمم في نفوس شعبنا لكي يتفطن كلية ويتجند للدفاع عن رسالة شهدائنا الأمجاد والذود عن الجزائر واستقرارها أمام أمواج عاصفة قوية تستهدف العالم العربي والإسلامي دون استثناء·أما رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني،ئفدعا إلى الإصرار في مطالبة فرنسا الرسمية بالاعتراف بجرائم فرنسا الاستعمارية، مؤكدا ''أننا سنبقى ننادي بهذا المطلب إلى غاية تحقيقه نهائيا· كما دعا الشباب من الأجيال الصاعدة إلى ''استلهام الدروس والعبر من تاريخهم المجيد الذي صنعه آباؤهم وأجدادهم''، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي لهذه الندوة هو ترسيخ المواطنة الحقة في عقلية وذهنية الشباب من جيل إلى الاستقلال ·عبدي: تجريم الاستعمار مواجهة وليس كلام صالونات من جهة أخرى، طالب البرلماني عن حزب جبهة التحرير الوطني موسى عبدي أحزاب التحالف الرئاسي بالقيام بمسؤولياتها الكاملة لإصدار قانون تجريم الاستعمار الفرنسي وعدم الاكتفاء بتنظيم تظاهرات والتنديد بجرائم الاستعمار، وقال عبدي في اتصال مع ''البلاد''،''على أحزاب التحالف أن تقف موقفا شجاعا بروح ومسؤولية···وقفة تاريخية لتشرع لشعبها وتاريخها لهذا المشروع''· وقدم عبدي صورتين متناقضتين لما تقوم به أحزاب التحالف الرئاسي المشكّلة لغالبية الهيئة التشريعية، والبرلمان الفرنسي الذي أصدر قانون تمجيد الاستعمار، ليتساءل ''أحزاب التحالف لم تتحمل مسؤولياتها لمواجهة البرلمان الفرنسي الذي مجد استعماره دون ذهاب إلى الصالونات، عكس ما هو حاصل عندنا، لكنها اكتفت بأضعف الإيمان واستعانت في حملتها بالمنظمات الثورية التي لا تملك الآليات لتجسيد الواقع''·ورغم النظرة السلبية التي قرأها موسى عبدي من ندوة التحالف الرئاسي، لكنه لمس بعض الإيجابية فيها ''هي تبعث على الأمل ودليل على الانفراج''، ويضيف في هذا السياق''أعتقد أن هناك نوايا للإفراج عن مشروع قانون تجريم الاستعمار، بعدما غُيّب في أدراج الحكومة والبرلمان''·ويشدد عبدي على أن الوقت الراهن وفق المتغيرات الدولية الحاصلة في الوطن العربي هو أفضل وقت لعرض القانون على نواب الشعب، الذين يعتزم عبدي التواصل معهم لإجبار السلطات على عرض المشروع في الوقت القريب، كون أصحاب المبادرة لا يزالون متمسكين به·